
منعت سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" ريتشارد فالك المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية من دخول تل أبيب. يأتي ذلك على خلفية تصريحات له الأسبوع الماضي قال فيها إن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ترقى إلى مستوى "جريمة ضد الإنسانية".
وأوقفت السلطات الإسرائيلية فالك في مطار بن غوريون القريب من تل أبيب مساء أمس الأحد وأعادته على أول طائرة مغادرة إلى مدينة زيورخ في سويسرا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين. وكان فولك قد قام بتنسيق دخوله من خلال السفارة "الإسرائيلية" في جنيف.
وكانت إسرائيل قد رفضت في أبريل الماضي منح فالك تأشيرة دخول احتجاجا منها على تصريحات سابقة شبّه فيها الممارسات "الإسرائيلية" ضد الفلسطينيين بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وبممارسات النازية.
وكان فولك -وهو بروفيسور يهودي أميركي الجنسية- دعا في تصريحات خلال الأشهر الماضية إلى ضرورة فك حصار قطاع غزة وفتح المعابر أمام المرضى والطلبة وتسهيل حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية إن "إسرائيل أوضحت أن السيد فالك غير مدعو أو مرحب به بصفته الحالية كمقرر خاص للأمم المتحدة" لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، معتبرة أن المفوضية متحيزة وأن "الأمر تفاقم كثيرا بسبب وجهات النظر المسيسة جدا من المقرر نفسه في إضفائه الشرعية على حماس ورسم مقارنات مخزية للهولوكوست" (المحرقة النازية لليهود).
وترفض السلطات "الإسرائيلية" أي انتقاد لها في مجال حقوق الإنسان خاصة أنه يأتي هذه المرة من جانب مؤسسة دولية. ويأتي قرار منع المقرر الحقوقي فولك في وقت يحتفل فيه العالم بالذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتعتبر "إسرائيل" من أكثر الحكومات انتهاكا لحقوق الإنسان، كما تشهد سلطاتها أعلى معدل من الممارسات العنصرية سواء ضد الفلسطينيين أو عرب إسرائيل. وترتفع معدلات الاعتقال والاحتجاز دون توجيه تهمة والتعذيب في السجون "الإسرائيلية".
وتقوم إسرائيل بإغلاق المعابر الحدودية بينها وبين قطاع غزة، وتمنع مرور المرضى والبضائع الضرورية والمساعدات الإنسانية. كما تكثر نقاط التفتيش على الطرق الواصلة بين المدن الفلسطينية ما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.
وأدى الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف إلى وفاة العديد من المرضى داخل المستشفيات نتيجة نقص الإمدادات الدوائية وتوقف الأجهزة الطبية بسبب انقطاع الكهرباء من المحطة الرئيسي والوحيدة في القطاع بعد نفاذ الوقود منها ومنع "إسرائيل" دخول شاحنات الوقود إليها.
وكانت تقرير صحفية قد أشارت إلى استخدام السلطات الإسرائيلية المساومات الدنيئة ضد المرضى الفلسطينيين أثناء محاولتهم المرور من المعابر للوصول إلى المستشفيات. حيث يشترطون عليهم العمل التجسس على المقاومة الفلسطينية لحساب الاحتلال مقابل السماح بمرورهم لإجراء جراحات ضرورية لاستمرار حياتهم. الأمر الذي يرفضه معظم الوطنيين الفلسطينيين ويؤدي في الغالب إلى وفاتهم بسبب عدم الوصول إلى المستشفيات.