أنت هنا

16 ذو الحجه 1429
المسلم- وكالات

انسحب متمردون سودانيون بعد حصار محكم للقوات الحكومية على أثر اشتباكات في بلدة أبيي النفطية استمرت منذ يوم الجمعة الماضي. وتعتبر هذه الاشتباكات الأضخم منذ وقعت اشتباكات بين قوات الشمال والجنوب بالبلدة في مايو الماضي ما يثير المخاوف بشأن اتفاق السلام بين الجانبين.

وقتل جندي بعد اندلاع قتال يوم الجمعة بين الجنود والشرطة في بلدة أبيي المتنازع عليها، وذكر مسؤول من الأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه أن القتال الذي اندلع يوم الجمعة "هز ثقة الناس بشكل كبير" حول اتفاق السلام.

وقال المسؤول المحلي أجوك أجوك وهو جزء من الإدارة المؤقتة بين الشمال والجنوب التي تأسست تحت مظلة خارطة الطريق: "نعتقد أن 8 آلاف أو 9 آلاف غادروا البلدة". وتابع في مقابلة هاتفية مع وكالة رويترز: "كان حادثا صغيرا في حد ذاته ولكني أعتقد أنه سبب توترا كبيرا بسبب ما حدث في مايو".

وقتل المئات في مايو الماضي، كما تشرد أكثر من 50 ألفا عندما اشتبك مقاتلي الجنوب مع الجيش السوداني في البلدة التي دمرت تماما بسبب الحرائق. وسحب الجانبان قواتهما من البلدة بعد الاشتباكات واتفقا على تغييرها بوحدات مشتركة من الشرطة والجيش تضم شماليين وجنوبيين ضمن خارطة طريق تم الاتفاق عليها.

وقال أجوك إن تحقيقا سيجرى بشأن ما أثار إطلاق النيران يوم الجمعة. فيما قالت الشرطة إن إطلاق النيران بدأ بعد خلاف شب بين جندي شمالي في وحدة الجيش المشتركة وتاجر في سوق البلدة وحاولت الشرطة التدخل. وأشار مسؤول الأمم المتحدة إلى أن 9 أشخاص أصيبوا أيضا في القتال وهم 4 جنود وشرطيان و3 مدنيين.

ويطالب كل من شمال السودان وجنوبه الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي بالسيطرة على أبيي الواقعة بالقرب من حقول نفط وخط أنابيب رئيسي.

ووُقع اتفاق سلام شامل بين الشمال والجنوب في يوليو 2005 وأنهى حربا أهلية دامت بينهما لأكثر من 20 عام، لكنه لم يقر حدود أبيي والمنطقة المحيطة حيث ظل ترسيم الحدود مثار خلاف بين الطرفين.

وفي أعقاب اشتباكات مايو الماضي اتفق الجانبان على خارطة طريق لحل الأزمة، تضمنت تشكيل قوة مشتركة لحراسة المنطقة وسحب قوات الجيشين.

وقال أجوك ومسؤول الأمم المتحدة أن قادة وحدة الجيش المشتركة وافقوا على الانسحاب إلى مخيم خارج البلدة خلال السبعة أيام المقبلة ليتركوا المسؤولية لوحدة الشرطة المشتركة. وأضاف أجوك: "عندما يشتبك الناس يكون من الأفضل الفصل بينهم... لتقليل فرص حدوث المزيد من الاشتباكات".