
أوصى مؤتمر مكة المكرمة التاسع في بيانه الختامي مساء أمس بدعوة الدول الإسلامية إلى وضع خطة للتعريف بالإسلام وجعل ذلك جزءا من مهامها المرتبطة بعلاقاتها الخارجية مع بلدان العالم والدفاع عنه، والتركيز في مخاطبة غير المسلمين بمواد إعلامية متنوعة، ودعم المشروعات الاجتماعية، وجمع المعلومات عن الهيئات والمنظمات والجمعيات العاملة في حقل التعريف بالإسلام في البلاد غير الإسلامية، وإعداد بنك معلومات يجمع عناوينها وطبيعة أعمالها وبرامجها وكيفية التواصل معها.
وجاء في البيان الختامي لمؤتمر الدول الإسلامية الذي احتضنه رابطة العالم الإسلامي بقاعة المؤتمرات الكبرى بمقر الرابطة بمكة المكرمة دعوة مؤسسات الإعلام الإسلامي للتعاون مع الرابطة والمنظمات الإسلامية في إنتاج برامج تلفزيونية باللغات العالمية لتعريف غير المسلمين بالإسلام وبثها بمختلف الوسائل، وإنشاء قنوات فضائية هدفها التعريف بالإسلام وذلك باللغات العالمية، وإنشاء أكاديمية تعليمية لإعداد برامج تدريبية وتعليمية للتعريف بالإسلام، وعقد مؤتمرات دورية عن التعريف بالإسلام في مختلف مناطق العالم وتكليف الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام بإقامة ملتقيات سنوية حول التعريف بالإسلام في البلدان غير الإسلامية، بالإضافة إلى تقويم واقع التعريف بالإسلام ومنجزاته في كل مرحلة وفي كل بلد من البلدان التي تنفذ فيها برامجه وذلك لسد الثغرات ومعالجة المشكلات التي تواجه مهام التعريف بالإسلام.
وأوصى المؤتمر بضرورة التواصل مع الجامعات ومراكز البحث ومؤسسات الحوار خاصةً في الغرب المهتمة بالإسلام ومخاطبة المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والبرلمانات في الغرب لبيان آثار الحملات الإعلامية على الإسلام ومقدساته وشعائره ومطالبة الدول الإسلامية باستثمار مكانتها وعلاقاتها مع الحكومات الغربية لاستصدار قوانين تمنع الإساءة إلى الإسلام ورموزه في بلدانها ووسائلها الإعلامية ومنتدياتها الثقافية، كذلك متابعة المساعي لتصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام والمسلمين في بعض المناهج لدى غير المسلمين ودعوة المسؤولين فيها لاعتماد مناهج سليمة خالية من تشويه الإسلام واستعداء المسلمين والعمل على إعداد البديل الصحيح لمضامين الكتب المدرسية التي تشوه الإسلام في البلدان غير الإسلامية.
وأكد المؤتمر أهمية ابتكار وسائل متجددة للتعريف بالإسلام عبر مواقع الإنترنت والفضائيات وإقامة المعارض الدائمة والمتنقلة للوصول إلى الناس في أماكنهم على أن تقوم الدول بتنشيط وظيفة المساجد في الدول غير المسلمة والقيام بمناشط تنسجم مع طبيعة المسجد وإمكاناته وهدفه المنشود واستهداف فئات خاصة بتلك المناشط مثل السجناء وتلاميذ المدارس والشرطة والفقراء والمشردين وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة والعمل على تكوين لجنة استشارية من المختصين في القوانين والأنظمة العربية تعمل في ظل رابطة العالم الإسلامي مهمتها المتابعة القانونية للإساءات للإسلام والمسلمين والتعرف إلى الوسائل القانونية للتعامل معها ومنعها، وإنشاء مراكز متخصصة وكراسٍ علمية أكاديمية مهمتها الدفاع عن الدين الإسلامي وشرح المبادئ الإنسانية التي جاءت بها رسالته رحمةً للناس جميعاً و إنشاء جائزة عالمية سنوية تعطى لإحدى الهيئات والمنظمات المهتمة بالتعريف بالإسلام لقاء جهودها المتميزة لإذكاء روح المنافسة والابتكار بين الهيئات والمنظمات.