
في تطور جديد للأحداث التي تشهدها مدينة مومباي, قامت قوات خاصة هندية باقتحام فندق تاج محل ومركز يهودي وتحرير الرهائن المحتجزين هناك بعد القضاء على المسلحين المتحصنين بداخلهما.
وما زالت القوات الهندية تواصل عمليتها لانتزاع السيطرة على فندق أوبروي ومبنى سكني اللذين يعدان آخر معقلين للمسلحين في المدينة التي شهدت مساء الأربعاء هجمات خلفت 125 قتيلا ونحو 320 جريحا.
وقامت قوات الأمن بعملية إنزال على المركز اليهودي وحررت حاخاما ورهائن آخرين بعد أن قتلت مسلحين اثنين كانا يحتجزونهم هناك.
وقال مراسل قناة الجزيرة الفضائية: إن هذه القوات قتلت أحد المسلحين وجرحت آخر في بادئ الأمر ثم انتظرت حتى انتهت ذخيرة الجريح الثاني لتقتحم البناية وتقتله أيضا، موضحا أن "الأزمة في المركز اليهودي وفندق تاج محل قد انتهت".
وأضاف: إن عمليات تجري الآن للسيطرة على عمارة سكنية مجاورة للمركز اليهودي يقيم فيها يهود أيضا، وعلى فندق أوبروي وبرج تريدنت الملاصق له.
وتابع: إن رجال الكوماندوز يقومون بحملة تفتيش من غرفة إلى غرفة في الفندق والبرج بحثا عن رهائن.
وكانت هذه القوات قد تمكنت في الساعات الماضية من إخراج رهائن ونزلاء محتجزين وجثث قتلى من فندقي تاج وأوبروي اللذين اندلعت النيران في أجزاء منهما.
وقالت وزارة الداخلية في ولاية ماهاراشترا: إن عشرات الرهائن تم تحريرهم من فندق أوبروي وما زال هناك عشرات آخرون، لافتة إلى أن أكثر من 400 شخص آخرين أخرجوا من فندق تاج محل.
من جهتها, ذكرت وكالة "برس ترست" الهندية للأنباء أن قوات الأمن الهندية اعتقلت ثلاثة مسلحين,أحدهم باكستاني الجنسية, داخل فندق تاج محل، مشيرة إلى أن هؤلاء المسلحين ينتمون إلى جماعة لشكر طيبة الباكستانية، التي تطالب باستقلال إقليم كشمير, على حد قولها.
وأوضحت الوكالة أن الباكستاني المعتقل أبلغ المحققين الهنود "أن مجموعة من 12 مسلحا قد دخلت الأراضي الهندية بواسطة مركبة تجارية رست على بعد عشرة أميال عن المياه الإقليمية الهندية ووصلت إلى مومباي بواسطة قوارب صغيرة سريعة".
وكانت حصيلة القتلى حسب آخر إحصائية ارتفعت إلى 125 وبلغ عدد الجرحى نحو 315، في حين قتلت قوات الكوماندوز الهندية آخر ثلاثة مسلحين في فندق تاج محل.
وصرح رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في وقت سابق بأن المسلحين قدموا من دول مجاورة، داعيا مواطنيه إلى الحفاظ على الهدوء.
من ناحيتها, نددت باكستان بالهجمات ونفت تلميحات بعض المسئولين الهنود إلى احتمال أن تكون لها صلة بالهجمات. وتعهدت بالتعاون الكامل في مكافحة "الإرهاب".
كما نفت جماعة لشكر طيبة على لسان المتحدث باسمها عبد الله غزناوي أي علاقة لها بهذه الهجمات.
أما وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند فقد قال: إن هذه الهجمات تحمل بصمات القاعدة، لكنه أكد أن من السابق لأوانه تأكيد ذلك.