
قالت صحيفة دايلي تليجراف البريطانية إن تنظيم القاعدة وجّه رسالة شكر إلى إيران للدعم الذي قدمته له في هجومه الأخير على السفارة الأمريكية في اليمن. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين أن الرسالة التي تم اعتراضها تحمل توقيع أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة.
وقال المسؤولون إن الرسالة التي كتبت بعد الهجوم على السفارة الذي أدى إلى مقتل 16 شخصا أشادت بقيادة حرس الثورة الإيراني وبـ"كرم إيران"، وقال الظواهري: "بدون مساعدتها المادية في إنشاء البنية التحتية لم نكن لنتمكن من تنفيذ الهجمات".
ووجه الظواهري شكرا لإيران على مساعدتها للتنظيم في تأسيس قاعدة جديدة في اليمن، الذي شهد العام الماضي عشر هجمات على صلة بالقاعدة بينها هجومان على السفارة الأمريكية.
وبينت الصحيفة أن الرسالة كشفت عن "دور سعد بن لادن ابن زعيم القاعدة أسامة بن لادن، كوسيط بين القاعدة وإيران التي يعيش فيها تحت الإقامة الجبرية منذ سقوط حركة طالبان في أفغانستان عام 2001".
وأضافت أن "العشرات من كبار الناشطين في تنظيم القاعدة لجأوا إلى إيران بعد سقوط حركة طالبان، ومكثوا في طهران منذ ذلك التاريخ، وكان سعد بن لادن مصدراً للقلق الغربي رغم تأكيدات طهران بأنه تحت الاعتقال الرسمي".
وسبق أن وجهت الخارجية اليمنية أصابع الاتهام إلى جهات إيرانية وحوزات شيعية في العراق والبحرين ودول خليجية أخرى، متهمة إياها بتمويل المتمردين من أنصار "بدر الدين الحوثي"، الذين خاضوا قتالاً ضد القوات الحكومية في "صعدة" شمال غربي اليمن. وأكد رئيس الدائرة الإعلامية في "حزب المؤتمر الشعبي" العام الحاكم, طارق الشامي أن "هناك مؤسسات دينية إيرانية تدعم الحوثيين".
وحصلت اليمن على دعم دولي –بحسب تقارير دبلوماسية- للمساعدة في حسم التمرد الحوثي في الشمال, بعدما وصلت معلومات عن خطة إيرانية لدفع الحوثيين إلى تقليد نموذج "حزب الله" في المنطقة.
وقال المسؤولون للصحيفة إن اليمن أصبحت "قاعدة إستراتيجية رئيسية لعمليات القاعدة" و"منطقة خصبة للتجنيد"، معتبرا أن "حرس الثورة الإيراني وفر دعماً مهماً لمساعدة القاعدة في تحويل اليمن إلى مركز رئيسي للعمليات".
وكانت إيران معبراً رئيسياً لعناصر القاعدة حيث أتاحت لهم هي، أو طرق بلوشستان ذاتها، التنقل بين ساحات المعارك في العراق وأفغانستان، وقالت الصحيفة إن مسؤولي الأمن الغربيين توصلوا إلى أن حرس الثورة الإيراني دعم خلايا القاعدة رغم الاختلاف الطائفي بين إيران الشيعية وتنظيم القاعدة السني.
وكان علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني قد صرح بامتلاك إيران نفوذاً معنوياً في الدول الإسلامية في المنطقة، مؤكداً أن هذه القوة المعنوية لإيران في الدول الإسلامية إنما تخدم المصالح الوطنية لإيران. وأشارت الصحيفة إلى أن القاعدة هددت كذلك بشن هجمات على سفارتي بريطانيا والسعودية في اليمن.