
قال الرئيس الأفغاني حامد قرضاي الأحد إنه سيضمن أمن زعيم حركة طالبان الملا عمر إذ ما وافق على الدخول في مفاوضات من أجل إنهاء القتال. وأضاف إن على حلفائه الأمريكيين أن يغادروا البلاد إذا لم يعجبهم العرض أو يتخلصوا منه.
وقال قرضاي: "إذا سمعت منه (الملا عمر) أنه مستعد لأن يأتي إلى أفغانستان أو يتفاوض من أجل السلام.. فسأذهب بوصفي رئيس أفغانستان إلى أي مدى لتوفير الحماية له". واعتبر أن هناك خيارين أمام المجتمع الدولي: إما أن يتخلصوا منه أو يغادروا البلاد. وتابع قائلا: "إذا ما نُحيت بالقوة من أجل السلام في أفغانستان فسأكون مسرورا. وإذا لم يوافقوا فيمكنهم أن يغادروا البلاد. لكننا لم نبلغ هذه المرحلة بعد".
واشترط قرضاي أن يثبت الملا عمر أن طالبان تريد "السلام" قبل منح أي ضمانات أمنية له، وقال: "الآن يتعين أن أسمع من قيادة طالبان أنها مستعدة لإحلال السلام في أفغانستان. يتعين أن تثبت ذلك بنفسها".
وترفض طالبان إجراء محادثات مع استمرار وجود القوات الأجنبية المحتلة للبلاد. وقال متحدث باسم الحركة إن الملا عمر لن يقبل بعرض قرضاي معتبرا أنه يدعو إلى الاستسلام وترك الجهاد في سبيل الله، وقال: "لا أعتقد أن الملا عمر سيقبل بهذا الاقتراح، فلا خيار بين الجهاد والاستسلام".
وفي سبتمبر الماضي قال مسؤولين في الحكومة الأفغانية الموالية للاحتلال إن الحكومة أجرت مباحثات مع قيادات من طالبان رعتها المملكة العربية السعودية سعيا لإنهاء المقاومة المسلحة، لكن قيادات في الحركة قالت إنها لم تدخل في مفاوضات نافية أن يكون الوفد الذي ذهب إلى السعودية ممثلا لرأي الحركة.
وتشن طالبان هجمات ضد قوات الاحتلال التي لا تستطيع السيطرة على البلاد بشكل كامل رغم أن قواتها بلغت 70 ألف جندي أجنبي في البلاد. وبدأت في الولايات المتحدة دعوات مؤخرا إلى التفاوض مع حركة طالبان بعد انقطاع الأمل في تحقيق نصر عسكري ضدها، خاصة بعد أن اتسع نفوذها في المناطق الريفية في الجنوب والشرق والغرب من أفغنستان.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما قد ألمح أيضا إلى استعداده للتحدث مع "قادة أكثر اعتدالا في طالبان" لاستكشاف ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستحقق أهداف الولايات المتحدة في أفغانستان.
وكانت الولايات المتحدة قد عرضت إبان احتلالها أفغانستان عام 2001 مكافأة بملايين الدولارات لمن يرشد عن مكان تواجد الملا عمر وأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.