18 ذو القعدة 1429
المسلم ـ مواقع صومالية:




أقر الرئيس الصومالي عبد الله يوسف بأن الحكومة الصومالية الانتقالية الموالية للاحتلال الإثيوبي باتت عاجزة عن حفظ النظام، معتبرا أنها على وشك الانهيار. فيما أعلن حسن حسين نور رئيس الوزراء اليوم عن تشكيل حكومة جديدة في نيروبي بعد احتدام الخلاف بينه وبين يوسف. يأتي ذلك في الوقت الذي استطاعت فيه المقاومة الإسلامية بسط سيطرتها على أكثر من نصف البلاد والاقتراب من العاصمة مقديشو.

وقال نور في خطاب له بعد إعلانه تشكيلة حكومته الجديدة إنه سيعرض حكومته على أعضاء البرلمان لنيل الثقة. ووجه نور انتقادات شديدة للرئيس يوسف متهما إياه بإضعاف الحكومة الانتقالية وتقويض مسيرة المصالحة. ووطالب نور الشعب الصومالي بتأييد حكومته ودعمها معتبرا أنها مازالت فاعلة.

وكان يوسف قد أعلن في تصريحات له أمس السبت بالعاصمة الكينية نيروبي أن الحكومة أضحت عاجزة حتى عن حفظ النظام في مقديشو وبيداوا حيث مقر البرلمان. وأعلن يوسف في اجتماع مع أعضاء البرلمان أنه لا توجد حكومة في الصومال وأن معظم البلاد أصبحت تحت سيطرة المقاومة الإسلامية.

جاء ذلك خلال اجتماع دعت إليه الهيئة الحكومية لدول شرق إفريقيا "إيجاد" الشهر الماضي. وكان قادة دول مجموعة "إيجاد" أمهلوا الصومال حتى 12 نوفمبر لتسوية النزاع ومحاولة استعادة قدر من السلطة.

لكن يوسف أقر بسيطرة المقاومة الإسلامية على مدن جديدة في الصومال من بينها مدينة غندرشي وطناني ومركا عيلش بيها التي تبعد عن العاصمة مقديشو 15 كلم فقط، مشيرا إلى أنه حتى في مقديشو نفسها تقع مواجهات بين أنصار المقاومة والقوات الحكومية.

اعتبر أن عدم التوصل لاتفاق بشأن تشكيلة حكومة في البلاد هو السبب في تقدم الإسلاميين، داعيا النواب الصوماليين الموجودين في نيروبي منذ الاجتماع إلى العودة للوطن، والإسراع بتشكيل حكومة جديدة للدفاع عن البلاد ضد "المسلحين الإسلاميين"، على حد قوله.

وميدانيا، واصلت قوات المقاومة الإسلامية التابعة لحركة "شباب المجاهدين" الصومالية تقدمها في محاربة القوات الإثيوبية المحتلة وقوات الحكومة الصومالية الموالية لها.

وبدأت الحركة بتطبيق الشريعة الإسلامية  في بلدة مركا التي تعتبر ميناءا هاما لوصول المساعدات إلى اللاجئين في البلاد, حيث ألغت الضرائب المفروضة على أصحاب المحال التجارية، كما تقرر إغلاقها خلال أوقات إقامة الصلوات الخمس. وطبقت الحركة حد الرجم على شابة أدينت بتهمة الزنا.

وتعتبر الحركة مجموعة خرجت عن المحاكم الإسلامية التي بسطت نفوذها في النصف الثاني من عام 2006 على البلاد، حتى دخلت قوات الاحتلال الإثيوبي مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى البلاد وأجبرت المحاكم على الخروج منها.

وفي الوقت الذي غادر فيه مسؤولو المحاكم الإسلامية البلاد، ظل هؤلاء الشباب في الصومال خاصة في مقديشو حيث يقومون منذ ذلك الحين بمقاومة مسلحة ضد القوات الإثيوبية والقوات الحكومية الموالية لها وقوات الاتحاد الإفريقي. ويرفض شباب المجاهدين التوصل لاتفاق مع الحكومة الموالية للاحتلال.