أنت هنا

15 ذو القعدة 1429
المسلم-متابعات:

قررت جماعة "شباب المجاهدين" الصوالية المقاومة البدء في تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية، في مدينة مركا (جنوب الصومال)، بعد نجاحها في الاستيلاء عليها أمس الأربعاء، وألغت الضرائب المفروضة على أصحاب المحال التجارية، التي تقرر إغلاقها خلال أوقات أداء الصلوات الخمس.

ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى شهود عيان من سكان المدينة قولهم إن قائدا من "شباب المجاهدين" أعلن مساء أمس الأربعاء بدء تطبيق الشريعة الإسلامية في هذه المدينة التي تشكل احد المراكز الرئيسية لعبور المساعدات الإنسانية للصومال ويقطنها نحو  35 ألف نسمة.

ونسبت الوكالة إلى الشيخ عبدي موسى، أحد قادة "حركة شباب المجاهدين" قوله لحشد من سكان المدينة: إن "هدفنا هو تطبيق الشريعة في المنطقة". وأضاف: "يجب على الناس أن يحترموا بعضهم البعض بإطاعة أوامر الله".

وأعلن القائد الإسلامي منع جباية رسوم من التجار تحت اي مسمى، وخاطبهم قائلا: "نعلن رسميا ان المحلات التجارية يجب ألا تفتح خلال ساعات الصلاة، ومنع جباية الرسوم من التجار"، على حد ما نسبته إليه الوكالة.

وقال أحد تجار المدينة ويدعى علي حسن ياري لوكالة "فرانس برس" في اتصال اجرته معه إن "السكان استقبلوهم بشكل جيد لأنهم لا يقتلون الناس من دون سبب، ولا يسرقون"، وأضاف: "لم يكن لدينا أمن حقيقي في المنطقة والميليشيات (الموالية للحكومة) فرضت رسوما على المنتجات الأساسية".

من جهته، أكد الشيخ محمد اسحق المسؤول وهو مسؤول آخر في حركة "شباب المجاهدين" أن حركته لا تنوي عرقلة العمليات الإنسانية انطلاقا من ميناء مركا الذي يستخدم من قبل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لإيصال المساعدات الغذائية الموجهة للصوماليين. وأضاف: "لن نمنع العاملين الإنسانيين من القيام بعملهم. وما نريده هو تطبيق الشريعة، وليس معاقبة السكان".

وكانت حركة شباب المجاهدين قد تمكنت من بسط سيطرتها أمس على ميناء مركا بإقليم شبيلي السفلى دون وقوع مصادمات عسكرية مع القوات الحكومية والقوات الموالية للاحتلال التي فرت من المدينة بعد حصارها الليلة الماضية.

وسيطر المقاومون الإسلاميون في مركا على المواقع الإستراتيجية بما فيها مقر الشرطة والسجن المركزي، وأطلقوا سراح عدد من المعتقلين.

وبدخول مدينة مركا الواقعة على بعد 100 كيلومترا جنوب غرب العاصمة مقديشو تكون المقاومة الإسلامية قد حققت نصرا كبيرا في الصومال، حيث تعتبر ميناؤها ممرا رئيسيا لعبور المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين في البلاد التي مزقتها الحروب.

كما يعزز "شباب المجاهدين" بسيطرتهم على مركا موقفهم في جنوب الصومال حيث سيطروا من قبل على مدينة كيسمايو الساحلية الكبيرة التي تبعد عن مقديشو 500 كيلومتر جنوبا.

وتَعِد حركة شباب المجاهدين بتطبيق الشريعة الإسلامية إذا ما تولت السلطة في الصومال. وتعتبر الحركة مجموعة خرجت عن المحاكم الإسلامية التي بسطت نفوذها في النصف الثاني من عام 2006 على البلاد، حتى دخلت قوات الاحتلال الإثيوبي مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى البلاد وأجبرت المحاكم على الخروج منها.

وفي الوقت الذي غادر فيه مسؤولو المحاكم الإسلامية البلاد، ظل هؤلاء الشباب في الصومال خاصة في مقديشو حيث يقومون منذ ذلك الحين بمقاومة مسلحة ضد القوات الإثيوبية والقوات الحكومية الموالية لها وقوات الاتحاد الإفريقي. ويرفض شباب المجاهدين التوصل لاتفاق مع الحكومة الموالية للاحتلال.