
نظم عدد من أتباع الطائفة النصيرية العاصمة التركية أنقرة مسيرة للاحتجاج على ما يقولون إنه تمييز ضدهم من قبل الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية ذو الخلفية الإسلامية السنية. وطالب المتظاهرون بإلغاء تدريس مادة الدين في المدارس وعدم بناء المساجد في قراهم.
وتعتبر النصيرية هي الطائفة الأكثر بغضا للإسلام السني، ويؤلِّه أتباعها الصحابي عليا رضي الله عنه، ولذلك يُجمع العلماء على كفرهم. ويطلق النصيرية على أنفسهم "العلويين" وهم طائفة مغالية من الشيعة.
ويهاجم النصيرية بشدة حزب العدالة والتنمية ويميلون إلى تأييد الأحزاب العلمانية التى تدعو إلى مناهضة أسملة تركيا وتؤكد على علمانيتها.
بينما يسعى حزب العدالة والتنمية إلى توسيع نطاق الحريات الدينية الفردية وتعديل الدستور لإلغاء حظر على الحجاب في الجامعات، كما يدافع الحزب علانية عن حقوق المسلمين في تركيا ذات التوجه الرسمي العلماني. لكن النصيرية يقولون أن لديهم مخاوف من نجاح الحزب في مساعيه، معتبرين أن ذلك من شأنه أن يضع المزيد من القيود على مذهبهم، الأمر الذي ينفيه قادة العدالة والتنمية.
وقدر قيادات المسيرة التي جرت الأحد عدد المشاركين فيها بحوالي 25 ألفا. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لحزب العدالة والتنمية. وقال أحد المتظاهرين أن الحزب يتجاهل حقوق 20 مليونا من النصيرية، واعتبرهم غير صادقين في حديثهم عن الحريات الدينية. ودعى إلى إلغاء حصص الدين في المدارس قائلا: "لا نريد حصصا دراسية في الدين يتم خلالها تدريس الإسلام السني. أستطيع تدريس الدين لأبنائي بنفسي".
وأدخل نظام حصص الدين في الدستور التركي العلماني بعد الانقلاب العسكري الذي قام به الجيش العلماني عام 1980 لدعم السيطرة الشديدة للحكومة على الأنشطة الدينية.
كما طالب بعض المتظاهرين بإلغاء مديرية الشؤون الدينية بدعوى أنها تدافع عن الإسلام السني. وتتولى المديرية الإشراف على آلاف المساجد في تركيا حيث تعين الأئمة وتدفع رواتبهم وتصدق على مضمون خطب صلاة الجمعة.
وقال ممثلون عن طائفة النصيرية إن الحكومة يجب أن تتوقف عن بناء المساجد في القرى ذات الأغلبية النصيرية. ولا يصلي معظم النصيريين في المساجد إذ يفضلون التجمع في منازل للصلاة، حيث يصلي الرجال والنساء جنبا إلى جنب.
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 15 و25 مليون شخص في تركيا ينتمون للمذهب النصيري، بينما يتبع غالبية الشعب التركي الإسلام السني.