أنت هنا

6 ذو القعدة 1429
المسلم-صحف:

قال الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء في السعودية وعضو اللجان الشرعية في عدد من البنوك: إن الأزمة المالية التي يمر بها العالم حالياً، "كشفت عوار الرأسمالية وآذنت بانتهاء عصرها" وقال إنه حان الوقت للالتزام بالنموذج الإسلامي وتطبيق أحكامه.

جاء ذلك في محاضرة علمية نظمها كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة الملك سعود بالرياض أول من أمس للشيخ ابن منيع تحت عنوان "أسس الاقتصاد الإسلامي ومنهجه في حل الأزمات المالية المعاصرة" وأدارها الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية الدكتور عبد الله بن حسن السعيدي.

وأرجع الشيخ ابن منيع الأزمة المالية الحالية التي يمر بها العالم والتي بدت مظاهرها في انهيار العديد من البنوك الأمريكية والأوروبية وفي عدد من البلدان إلى عدة أسباب في مقدمتها شيوع الربا الذي دمر الأخضر واليابس ولوث الأموال وخرب البيوت العامرة وجعلها أثراً بعد عين مستشهداً بقول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله" في الوقت الذي نجت فيه المصارف الإسلامية من هذه الأزمة ما جعل الكثير من المحللين الاقتصاديين في الغرب يؤيدون الفكرة الإسلامية في طرق اكتساب المال وإقراضه والتصرف فيه, وهي شهادة نجاح ولاشك للمصارف الإسلامية والحق ما شهدت به الأعداء,


وشدد الشيخ ابن منيع خلال محاضرته على ضرورة التمسك بتعاليم الدين الحنيف لأنها المخرج الحقيقي من كل أزمة ومن كل كرب، مستشهداً في ذلك بقول الله تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"، واستعرض أهمية المال في عالم اليوم والضوابط الشرعية في اكتسابه وإنفاقه، مؤكداً على أنه وسيلة من وسائل إسعاد العباد وعمارة الكون وليس غاية في حد ذاته وبناء على ذلك التصور جاءت الأحكام الشرعية.