أكد الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل عظيم من أصول الإسلام ووسيلة مهمة من وسائل تحقيق الأمن ، وقال: إن الأمن بمفهومه العام يشمل جميع جوانب الحياة الفكرية، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية ، والصحية .

وأضاف الشيخ الغيث في محاضرته التي جاءت بعنوان : (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورسالتها في تحقيق الأمن)  في إطار البرامج الدعوية المصاحبة لفعاليات معرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى العاشر المقام حالياً في حائل – أن دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحقيق هذا الأمن بهذا المفهوم العام له مؤكداً معاليه أن أثر القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع يتجلى في تحقيق الأمن من جهتين ، الأولى : أن القيام بالأمر المعروف والنهي عن المنكر سبب لتحقيق الأمن بمجالاته المختلفة من عبث العابثين ، وذلك أن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صيانة لأمن المجتمع الفكري من تسلل العقائد الباطلة إليه ، وأمنه الأخلاقي من تفشي الانحرافات الأخلاقية فيه ، وأمنه الاقتصادي من عبث الأيدي الآثمة بمقدراته ، وأمنه النفسي من إرهاب أهل الإفراط وفساد أهل التفريط .

وأكد الشيخ الغيث على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو صمام الأمان والضمانة الحقيقية لتزكية المجتمع ، وحفظ مصالحه وحرماته ، وتحقيق أمنه واستقراره ، مشدداً معاليه على أن القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لتحقيق الأمن بمجالاته المختلفة من العقوبات الإلهية ، وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمنة من العقوبات الإلهية التي تحل بالمجتمعات الضالة ، والأمم المنحرفة ، يقول الله تعالى : { وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } .

وأبان الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحقيق الأمن كبير ، فقد بعث الله تعالى نبيه محمداً   ـ صلى الله عليه وسلم ـ للناس هداية ورحمة ، وجعل مبعثه في مكة المكرمة في جزيرة العرب ، التي كانت تنتابها المحن ، والقلاقل ، والفتن ، وعدم الأمن ، سوى أهل مكة بلد الله الحرام الذي امتن الله تعالى عليهم بالأمن وعدم الخوف ،كما قال سبحانه : { لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف } .

واستعرض الشيخ ابراهيم الغيث جهود الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحقيق الأمن من خلال ذكر إحصائيات التقرير السنوي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلال العام الماضي 1427ـ 1428هـ : أولاً جهود الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحقيق الأمن الفكري ، فقد بلغ عدد الوقوعات المتعلقة بالمخالفات العقدية ، مثل : سب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو السحر والشعوذة ، والتمائم والأحراز ونحوها (585) واقعة ، كما بلغ عدد الوقعات المتعلقة بمخالفات المطبوعات مما يخالف العقيدة أو يسيء إلى الأخلاق (10693) واقعة ، ثانياً: جهود الرئاسة في تحقيق الأمن الصحي ، فقد بلغ عدد الوقوعات المتعلقة بترويج المخدرات (3.277) واقعة، كما بلغ عدد الوقعات المتعلقة بشرب المسكرات وتعاطي المخدرات (1,723) واقعة .

وأضاف : أن الأمر الثالث من جهود الرئاسة هو في تحقيق الأمن الأسري ، فقد بلغ عدد الوقعات المتعلقة بالاعتداء على الأعراض (34.826) واقعة ، كما بلغ عدد الوقعات المتعلقة بالمخالفات الأخلاقية (24.504) واقعة ، كم أن للرئاسة دور بارز وفاعل في القبض على الشباب الذي يقومون بابتزاز الفتيات ، والأمر الرابع هو جهود الرئاسة في تحقيق الأمن الاقتصادي ، وذلك من خلال القيام بالاحتساب على أصحاب المحلات التجارية الذين يمتهنون بيع المحرمات والممنوعات ، فقد بلغ عدد الوقعات المتعلقة بمخالفات المؤسسات والمحلات التجارية للقواعد العامـة (5636) واقعة .

كما تناول  الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث وسائل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المساهمة في تحقيق  الأمن ، وذلك من خلال اتخاذها عدة وسائل للمساهمة في تحقيق رسالتها في تحقيق امن هذه البلاد ، منها : الدورات الاحتسابية، وهي أصل عمل فروع الرئاسة العامة البالغ عددها ثلاثة عشر فرعاً في شتى مناطق المملكة، ويتبع كل فرع عدد كبير من المراكز ، والقيام بالبحوث والدراسات في الجانب الأمني ، ومنها: جهود الرئاسة في محاربة الإرهاب ، وهروب الفتيات : أسبابه ، آثاره ، علاجه ، والاختلاط مظاهره وآثاره ، وألعاب الأطفال الإلكترونية ، وابتزاز النساء وإكراههن على الفساد ، والتغرير بالمال ، وبدائل العقوبات البدنية والسالبة للحرية .

وأشار : إلى أن إدارات التوعية التوجيه بالرئاسة أقامت (401) دورة شرعية تناولت كثيراً من الموضوعات ذات الاهتمام الأمني ، ومنها : كيف تحمي أبنك من الإنحراف، ووسائل الجريمة ، وكيفية جمع الأدلة على الساحر والقبض عليه ، علماً بأن هذه الدورات الخاصة بأعضاء الرئاسة ومنسوبيها . ونظمت  إدارات التوعية والتوجيه (100) ندوة ، و(3577) محاضرة ، و(29957) كلمة توجيهية في المساجد وفي المدارس والسجون ، كما قامت إدارات التوعية والتوجيه بإقامة (33) مركزاً توجيهياً في معظم مناطق المملكة ، وتم من خلال كل مركز إقامة بعض الدورات والندوات والمحاضرات التوجيهية، وتوزيع بعض المطبوعات العلمية والنشرات الإعلامية ، وعرض بعض المضبوطات في قضايا السحر والمخدرات وغيرها .  كما قامت  إدارات التوعية والتوجيه قامت بتوزيع (125241) كتاباً ، و(4116796) كتيباً ، و(3747071) نشرة ومطوية ، و(809504) مادة مسموعة ، ومن  أهم هذه المطبوعات مما يتصل بالأمن هي قاعدة مختصرة في وجوب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وولاة الأمور لأبن تيمية ، وضوابط تكفير المعين  للأستاذ الدكتور عبدالله الجبرين ، وبيان هيئة كبار العلماء في التكفير والتفجير ، وحرمة النفس والإفساد في الأرض وترويع الآمنين للشيخ محمد بن عثيمين ، والأمن وأهميته في المجتمع وخطورة الإخلال به للشيخ صالح الفوزان ، إلى جانب أعداد كثيرة من النشرات الإعلامية واللقاءات ، والندوات الإعلامية في هذا الصدد ، والتي تم نشرها في مجلة الحسبة الشهرية ، وغيرها من الوسائل الإعلامية المتاحة .