أنت هنا

5 ذو القعدة 1429
المسلم-متابعات:

يواصل المؤتمر العالمي الثاني لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي تنظمه منظمة النصرة العالمية بالتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف الكويتية أعماله اليوم بحضور أكثر من 400 شخصية إسلامية يمثلون 46 بلدًا بالإضافة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ورابطة العالم الإسلامي، والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، والاتحاد العالمي للبرلمانيين المسلمين.

 

وكان وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتي حسين الحريتي قد افتتح أمس المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام تحت عنوان "نحو نصرة دائمة". وأكد الحريتي في كلمته التي ألقاها في المؤتمر أن المسلمين دافعوا منذ حدوث الاساءة الحاقدة بكل مايملكون من قوة وامكانات عن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم غير ان المنهجية الصحيحة التي تعلمها المسلمون من خلال مارسخته حضارتهم ومناهجهم العلمية. وطالب الحريتي بكشف مواطن الخلل وتجنبها والتعرف على مواطن الصحة ولتكون نتائجها المستخلصة هي المحددة لمنهج النصرة واستراتيجيتها وهذا لايأتي الا عن طريق التمحيص والتقويم.


بدوره قال رئيس اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر ووكيل وزارة الاوقاف الدكتور عادل الفلاح إن قضية نصرة الرسول صلى الله علية وسلم بحاجة ماسة إلى مثل هذا الدور الذي يصنع الفعل الحضاري ولا يخضع للانفعال الوقتي أو المعادي بل يستمر الحدث لصالح المسلمين ولا يوظف ضدهم.

من جهته، حذر الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أمس، من أن عمليات التنصير التي تحدث في جنوب السودان تأتي لغياب دور المسلمين في نشر الوعي الديني بين المنتسبين للإسلام ولا يعرفون عنه شيء.


وتعجب القرضاوي من تقصير المسلمين في التعريف بدينهم وبنبيهم صلى الله عليه وسلم قائلا: "إذا طلبت من الأمة عشرة ليستشهدوا في سبيل الله فسيأتيك مائة، وإذا طلبت عشرة ليحيوا في سبيل الله وسبيل دينهم فلن يأتيك أحد".


وأضاف القرضاوي أن "هناك أكثر من ثلاثة مليارات من البشر لا يعرفون شيئا عن الإسلام ولا عن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.. وهناك من يعرف عنه معرفة مشوهة، فماذا فعلت الأمة لتبليغ رسالة دينها؟".


وأشار القرضاوي الى انه لا يوجد رسول او نبي حفظت سيرته كما حفظت مسيرة الرسول الكريم وعلينا ان نجعله الاسوة الحسنة والنبراس الذي نهتدي به
. وحدد القرضاوي طرقا وصفها بـ"العملية" لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، منها تعميق إيماننا به وحبنا له كما كان الصحابة رضي الله عنهم يحبونه، فضلا عن التخلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم.

وكان الشيخ سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم") قد ذكر أن المؤتمر العالمي الثاني لـ"منظمة النصرة العالمية" للنبي صلى الله عليه وسلم، الذي تستضيفه الكويت، يؤسِّس لرسالة إسلامية لنشرها في العالم أجمع. وأوضح العودة، خلال برنامج "الحياة كلمة" الذي تبثّه إحدى الفضائيات العربية أنه يوجد 4.5 مليار إنسان ربما لم يسمعوا عن الإسلام أو سمعوا عنه بصورة مُشوَّهة من خلال أعدائه، وأضاف الرسالة التي نهدف إليها هي تقديم قضايا القرآن والسنة، والقواعد الشرعية، والأصول الإسلامية التي لا يسمع بها أحد إلا قال: هذا هو الحق، وإيصالها إلى الصين إلى اليابان إلى روسيا إلى الشرق إلى الغرب.


وأشار العودة إلى أن المؤتمر العالمي الثاني للنصرة هو مؤتمر تأسيسي، دُعِي إليه رجال ونساء من قيادات العمل الإسلامي التي تنادي بنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الفكرة نفسها التي من أجلها عقد المؤتمر الأول بالبحرين. كما كشف عن أنه تمّ الانتهاء من كتاب يحمل عنوان "هذا رسول الله" تمّ جمعه من خلال كتب السنة النبوية والنصوص الصحيحة، حيث تم ترتيبه بطريقة مميزة، تبدأ بالشمائل ثم علامات النبوة، وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. وأوضح أن الكتاب يشتمل على جميع القضايا الجوهرية والأساسية، التي تمّ عرضها مرفقة بالأحاديث الصحيحة والأسئلة التي يمكن أن يقرأها أي مسلم أو حتى غير مسلم، ولا يجد أنه بحاجة إلى الرجوع إلى كتب أخرى حتى يستوضح بعض المعاني التي يكون فيها غموض، لافتًا إلى أنه من المفترض أن يتم طباعة الكتاب بلغات العالم الحيّة.

ومن الجدير بالذكر أن المؤتمر الذي تنظمه منظمة النصرة العالمية بالتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف الكويتية ويستمر ثلاثة أيام تحضره أكثر من 400 شخصية إسلامية يمثلون 46 بلدًا يناقش الخطوات العملية للتعريف بالنبي الكريم وردِّ الإساءات، ويحضر المؤتمر ممثلون عن منظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ورابطة العالم الإسلامي، والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، والاتحاد العالمي للبرلمانيين المسلمين.

 

ويتناول المؤتمر عددا من المحاور أبرزها المنهجية الحضارية في دعوة النبي لأصحاب الديانات الأخرى، ودور هذه القيم في علاج المشكلات المعاصرة، وكذلك الضوابط المنهجية في تجديد عرض السيرة النبوية ومحاور وعناصر التجديد في العرض، بالإضافة إلى طرح نماذج من التجديد في عرض السيرة النبوية، كما يعالج الدور الإقليمي الذي تقوم به المنظمة العالمية للنصرة في كل من دول أوروبا وأميركا وشبه القارة الهندية ودول جنوب شرق آسيا والصين وإفريقيا، بالإضافة إلى العالم العربي. كما تم خلال الجلسات المسائية لليوم الأول للمؤتمر (أمس) إقرار النظام الأساسي للمنظمة العالمية للنصرة وإجراء الانتخابات العامة الخاصة بها لاختيار أعضاء مجلس الإدارة.


يُشار إلى أن المؤتمر الأول للمنظمة عقد في البحرين بعد أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم استجابة لدعوات عدة مؤسسات إسلامية، من بينها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والندوة العالمية للشباب الإسلامي لمناقشة الأسلوب الفعال للردّ على الإساءة والتعريف بالرسول الكريم ووضع رؤية موحدة لترشيد العمل الشعبي واستثماره.