
فقدت الأمة الإسلامية، أمس، عالمًا ربانيًا بارزًا؛ هو الأستاذ الدكتور محمد سيد أحمد المسير أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر والذي يعد من أعلام العمل الدعوي في مصر والعالم الإسلامي.
وقد اتسم د. المسير بالجرأة في الحق والدفاع عنه مهما كان الثمن، وعلى الرغم من ذلك، لم يخرجه اختلافه مع الآخرين عن عفة لسانه، فلم يتطاول على المخالفين له في الرأي.
وكان الدكتور المسير قد أطلق قبل بضعة أشهر حملة شعبية تدعو إلي الحياء في محاولة منه رحمه الله لمواجهة ظاهرة تردي الأوضاع الأخلاقية واختفاء صفة "الحياء" من الشارع العربي، لافتا النظر إلي أن كثيرًا من الفتيات أصبحن يقلدن بعض الفنانات اللائي يظهرن بشكل سافر علي الفضائيات العربية مما يدعو إلي الفجور، مما حدا لإطلاق حملة مضادة تدعو إلي الحياء.
واشتهر عن الراحل اتخاذه مواقف صريحة أدخلته في معارك مع قيادات بالأزهر، من أشهرها معارضته الصريحة لفتوى شيخ الأزهر الحالي بتحليل فوائد البنوك، كما اختلف مع وزير الأوقاف المصري، بسبب دعوة الأخير إلى توحيد الأذان الكترونيا، إذ اعتبر الراحل أن ذلك يمثل تعطيلا لشعيرة إسلامية لها ثواب عظيم؛ لأن صوت المؤذن عبر الأجهزة الحديثة المستخدمة في الأذان الموحد لا يُعد أذانًا، وإنما هو صدى صوت ونقل لذبذبات صوتية لا تغني عن الأذان المباشر في كل مسجد، كما أصدر الدكتور المسير فتوى تحذر من الصلاة في مسجد بناه مطرب مصري، بعدما اعتبر الدكتور المسير رحمه الله، أن هذا المسجد يرقى لمستوى مسجد "الضرار" الذي نهى الله نبيه صلى الله وعليه وسلم عن الصلاة فيه.
يذكر أن الدكتور المسير تخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1973 وحصل علي الدكتوراه عام 1978 وأسهم بشكل بارز في إثراء المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب والمؤلفات الدينية، كما شارك في العديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية. وتجاوزت مؤلفاته الـ40 كتابا.