
وصل الزعيم الإسلامي الصومالي شيخ شريف أحمد إلى محافظة شيبللي الوسطى لإجراء محادثات مع زعماء المقاومة الإسلامية لإقناعهم بالمشاركة في اتفاق سلام مع الحكومة يقضي بدخول المحاكم الإسلامية في حكومة وحدة وطنية وينص على خروج القوات الإثيوبية المحتلة من الصومال قبل نهاية العام.
وفي مدينة جوهر عاصمة المحافظة استقبل شريف بحفاوة من قبل مثقفين وأعيان، وزعماء عشائر توافدوا للترحيب فور سماعهم نبأ وصوله. وتأتي زيارة شريف غير المسبوقة منذ خروجه من البلاد عام 2006 في مسعى لجمع كلمة المقاومة بقيادة المحاكم الإسلامية وإطلاع قياداتها على بنود اتفاق السلام مع الحكومة، حيث تباينت وجهات النظر حول الاتفاق.
وتوجه عبد القادر علي عمر نائب شريف إلى جوهر صباح اليوم، في تطور اعتبر دعما لموقف شريف من أعلى مسؤول في المحاكم داخل الصومال.
وعقد شريف اجتماعات تشاروية مكثفة مع مسئولين محليين وممثلين لقطاعات المجتمع في جوهر التي كانت تحت سيطرة المحاكم الإسلامية.
ولدى وصوله قال شريف: "نريد أن نشرح بالتفصيل أهمية اتفاق السلام ومواد الاتفاق لزملائنا في البلاد". وأضاف: "بالنظر إلى معاناة شعبنا في الوقت الحالي فإننا في المعارضة قررنا أن نشارك في حكومة وحدة وطنية ستنهي عقدين من الاضطرابات المدنية".
وأوضح أن "الاتفاق مع الحكومة الصومالية يقضي بانسحاب القوات الإثيوبية من البلاد فلا داعي لإراقة دماء الشعب الصومالي واستمرار المعارك". ويقضي الاتفاق بخروج قوات الحتلال الإثيوبي من الصومال على مرحلتين قبل حلول عام 2009 ووقف إطلاق النار بين الجانبين. كما ينص على مشاركة المعارضة في حكومة وحدة وطنية. وكان نور حسن حسين رئيس الوزراء الصومالي قد تعهد يوم الجمعة بتشكيل حكومة جديدة خلال 15 يوما.
تشهد جوهر التي تقع على بعد 90 كيلومترا شمالي العاصمة مقديشو حضورا أمنيا مكثفا لم يسبق له مثيل، وذكر موقع الصومال اليوم أن "آليات قتالية تقل قوات أمن تابعة للمحاكم الإسلامية تجوب أحياء المدينة وشوارعها، كما أغلقت الطرق المؤدية إلى المقر الذي يعقد فيه شريف اللقاءات.
ووعد شريف خلال زيارته بإعادة الاستقرار إلى الصومال. وكانت جوهر منطلقا له في مسيرة نضاله الذي توج بإطاحة أمراء الحرب من جنوب الصومال عام 2006 على أيدي المحاكم الإسلامية وبقيادته.
وترأس شريف تحالف التحرير الذي شكل في أسمرا في سبتمبر 2007 للقضاء على الوجود الإثيوبي في الصومال، ثم انخرط في مفاوضات مع الأمم المتحدة والحكومة الصومالية، لكنه لاقى معارضة من داخل المحاكم الإسلامية.
وقال مساعدو شريف أنه من المتوقع أن يتوجه اليوم إلى بلدوين وهي بلدة بالقرب من الحدود مع إثيوبيا تخضع لسيطرة المقاومة، والتي انقسمت آراء قادتها من المحاكم الإسلامية بين مؤيد لموقف شريف ومعارض له.
كما عارض بعض مسؤولو المحاكم الإسلامية في هيران ومقديشو جهود شريف من أجل تنفيذ الاتفاق مع الحكومة.
ووقع فصيل شريف الذي يتخذ من إريتريا قاعدة له هدنة في أغسطس الماضي مع حكومة الصومال المؤقتة في محادثات قادتها الأمم المتحدة في جيبوتي. ورُفضت محادثات جيبوتي من قبل فصيل في المعارضة وبعض الشباب الذين تشتبه جهات حكومية في وقوفهم خلف موجة من تفجير السيارات في شمال الصومال أودت بحياة 30 شخصا يوم الأربعاء والتي اتهمت فيها الولايات المتحدة تنظيم القاعدة.
وأودت المواجهات بين المقاومة الصومالية وقوات الاحتلال الإثيوبي والقوات الحكومية الموالية لها بحياة ما يقارب عشرة آلاف شخص منذ بداية عام 2007 وأجبر أكثر من مليون شخص على مغادرة منازلهم مما أثار أزمة إنسانية يقول نشطاء الإغاثة عنها إنها واحدة من أسوأها وأكثرها إهمالا في إفريقيا.