
يصل رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إلى السعودية، اليوم السبت، في مستهل جولة خليجية تشمل الإمارات وقطر، في محاولة لاستجداء دعم خليجي لزيادة احتياطات صندوق النقد الدولي بعد الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالدول الغربية مؤخرا.
وفي حين ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن براون سيجري خلال الزيارة مباحثات مع المسؤولين في المملكة "تتناول العلاقات الثنائية بين السعودية وبريطانيا وسبل دعمها وتعزيزها في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية والدبلوماسية"، ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن سفر براون إلى الخليج إنما هو "لإقناع دول المنطقة القوية للمساعدة على مقاومة التراجع الاقتصادي العالمي". وأضافت الصحيفة أن من المتوقع أن يطلب براون من قادة قطر والسعودية والإمارات أن يضخوا مليارات الجنيهات لدى صندوق النقد الدولي لمقابلة طلبات الدول التي تتعرض لانهيار في أنظمتها المالية. وذكرت الصحيفة أيضاً أن براون سيحث الدول الخليجية كذلك على عدم تخفيض الانتاج النفطي لمعالجة انخفاض أسعار الخام خلال الأشهر الماضية.
وكان براون قد قال خلال الأسبوع الماضي إن الدول التي تملك احتياطات كبيرة من النفط والثروات الأخرى ستكون أهم المساهمين في صندوق النقد الذي يبلغ احتياطيه حاليا 250 مليار دولار. وأضاف سأتوجه إلى الخليج، وسيكون ذلك أحد المواضيع في برنامج الزيارة، وزعم بلير أن زيادة احتياطي صندوق النقد الدولي ستساعد في منع انتشار الأزمة.
لكن منظمة الدول المصدرة للنفط التي تنتمي إليها السعودية كبرى الدول المنتجة للنفط في العالم، والإمارات وقطر حذرت من أنه يجب عدم الاعتماد عليها لتمويل الدول الغربية.
وتواجه الدول النفطية في الخليج تراجعا في عائداتها التي يأتي ثمانون بالمئة منها من النفط الذي تراجعت اسعاره اكثر من 55% في اق من اربعة اشهر. وقد تراجع سعر البرميل الى اقل من ستين دولارا مقابل نحو 150 دولارا في يوليو الماضي.
وتبدو مهمة براون حساسة، حيث يرى بعض الخبراء أنه حتى إذا وافقت دول الخليج على تقديم جزء من مواردها المالية، فإنها لن توافق على الأرجح على مرور هذه الأموال عبر صندوق النقد الدولي.
وتأتي زيارة براون قبل قمة لا سابق لها لرؤساء الدول الصناعية والناشئة في مجموعة العشرين، ستعقد في 15 نوفمبر الجاري في واشنطن ويسشارك فيها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.