
تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين، اليوم الخميس، وسط العاصمة السورية دمشق، وهم يرددون هتافات ضد الولايات المتحدة، احتجاجا على الغارة التي شنتها وحدات كوماندوز أمريكية في منطقة (البوكمال) على الحدود مع العراق.
وردد المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام السورية هتافات عدائية لأمريكا وشعارات تأييد للرئيس السوري بشار الأسد.
وشارك في التظاهرة طلاب المدارس والجامعات والعمال والموظفون، ما أكد وقوف جهات رسمية حكومية وراءها. وانتهت المسيرة بعد ساعتين من الاعتصام في وسط العاصمة دون أن تقترب من السفارة الأمريكية التي أغلقت أبوابها اليوم الخميس، وقالت في بيان نشر على موقعها على الانترنت إن ذلك تم "بسبب مخاوف أمنية".
وكان رونين بيرجمان، محلل الشؤون الاستخباراتية والاستراتيجية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" "الاسرائيلية" قد اكد أن الاستخبارات السورية كانت على علم مسبق بالغارة الأمريكية على مزرعة السكرية في منطقة البوكمال الحدودية، وأنها تعاونت مع الأمريكيين في تنفيذها.
وذكرت الصحيفة أن الهجوم الأمريكي الذي أسفر عن مقتل ثمانية مواطنين سوريين تم تنسيقه بين الجيش الأمريكي والاستخبارات العسكرية السورية. وذكرت الصحيفة أنها استقت هذه المعلومات من مصدرين أمريكيين لهما علاقة بالموضوعن أحدهما تولى منصبا رفيعا في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في الماضي القريب.
ونقلت الصحيفة عن المصدرين قولهما إن الاستخبارات السورية تتعاون منذ مدة مع الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم "القاعدة" وفروعه، وإن مصادقة سوريا على الهجوم الأمريكي في الأراضي السورية كان حلقة أخرى في سلسلة من التعاون المتواصل بين الجانبين.
وتابعت الصحيفة أنه، وبموجب تنسيق مسبق بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) والاستخبارات السورية، توغلت قوة خاصة أمريكية تم نقلها بمروحيات إلى داخل الأراضي السورية ونفذت هجومها الذي استمر عشر دقائق وعادت إلى مواقعها سالمة في وضح النهار وأمام نظر السكان المذهولين، من دون إرسال أي دورية عسكرية سورية إلى موقع الهجوم، ومن غير أن تتصدي للمروحيات الامريكية الطائرات المقاتلة السورية على الرغم من أن الجيش السوري موجود في حالة تأهب عليا بالمنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى شريط مصور بواسطة هاتف نقال نشره أحد المواقع الإلكترونية السورية، وتظهر فيه المروحيات الأمريكية وهي تحلق بحرية في الأجواء السورية من دون أية مواجهة، معتبرة أنه "من الصعب التفكير في تزامن أحداث كهذه في دولة بوليسية مثل سوريا".
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصدر استخباري أوروبي قوله إن منظومة الدفاع الجوي السوري المحلي التقطت المروحيات الأمريكية، لكن عندما طلبت قوات الدفاع الجوي من قيادة سلاح الجو في دمشق اذنا بإطلاق النار جاءهم رد قاطع بعدم القيام بذلك.