
أكدت وسائل إعلام عبرية أن توفيق الطيراوي، الذي أُعفي من منصبه الأسبوع الماضي كرئيس لجهاز المخابرات الفلسطينية ربما وقف وراء تسميم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن وسائل الإعلام العبرية أن باسم أبو شريف، أحد مستشاري عرفات السابقين، هو الذي كشف سر الطيراوي، ثم طالبت لجنة التحقيق في ملابسات وفاة عرفات بإحالة توفيق الطيراوي للمحاكمة العسكرية.
ومن الجدير بالذكر أن التقرير الطبي عن وفاة ياسر عرفات كان قد أكد أن تشخيص أسباب وفاته أمر صعب. وحسب كلام الطبيب أحمد عبد الرحمن الذي كان يعالج عرفات فإن رئيس السلطة الفلسطينية السابق تعرض للتسميم في 25 سبتمبر من عام 2003 عندما استقبل وفدا من الفلسطينيين والأجانب في رام الله. ثم أصابه مرض لم يستطع أي من الأطباء تشخيصه حينها.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قد أصدر مؤخرا، قرارا بإقالة اللواء توفيق الطيراوي من منصبه كرئيس لجهاز المخابرات الفلسطينية، وعينه مستشارا أمنيا له برتبة وزير، وكلفه أيضا بتولي رئاسة الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية بمدينة أريحا شمال الضفة الغربية.
ونقلت "الراية العمانية" عن ما قالت إنه "مصدر رسمي رفيع المستوى داخل حركة فتح" أن إقالة الطيراوي جاءت نتيجة لتحقيقات أمنية تبنتها قيادات داخل حركة "فتح" لمعرفة حقيقة حادثة تسميم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وأضاف المصدر على أن اللجنة المشكلة من بعض القيادات الموثوق بها وطنياً وهي على أعلى المستويات قدمت نتائجها وتوصياتها للرئيس محمود عباس والتي تفيد بتورط اللواء توفيق الطيراوي بشكل مباشر في حادثة اغتيال ياسر عرفات، وكان من ضمن توصيات اللجنة تقديم توفيق الطيراوي إلى محاكمة عسكرية، لكن نظراً لوضع توفيق الطيراوي ونفوذه وما سيحدثه هذا الأمر من ضجة إعلامية ومشاكل داخل حركة "فتح" اكتفى عباس بإقالته من منصبه.
ورافق الطيراوي الرئيس الراحل عرفات فترة طويلة أثناء محاصرته في المقاطعة في رام الله، مع العلم أنه لم تكن من مهام الطيراوي مرافقة الرئيس آنذاك، ولم يكلف بذلك أيضاً، وزعم الطيراوي وقتها بأن الواجب الوطني والأخلاقي وحبه للرئيس ياسر عرفات دفعه للمكوث بجانبه أثناء فترة حصاره في المقاطعة.