
تواجه الولايات المتحدة انتكاستين دبلوماسيتين في سوريا وباكستان بسبب قيام طائرات أمريكية بقصف مواقع حدودية بدعوى القضاء على "خلايا إرهابية".
ففي سوريا أعلنت السفارة الأمريكية أنها قد تتوقف عن تقديم خدماتها لأجل غير مسمى في أعقاب الغارة التي شنتها أربع مروحيات أمريكية على منطقة بوكمال على الحدود مع العراق.
وأدى القصف إلى مقتل ثمانية مدنيين بالإضافة إلى إصابة العشرات. لكن القوات الأمريكية قالت إن الغرة استهدفت قائدا بارزا في تنظيم القاعدة ساعد في تهريب المقاتلين الأجانب إلى العراق، فيما نفت سوريا ذلك، حيث قال وليد المعلم وزير الخارجية السوري: "ما يقولونه غير مبرر. أنفي ذلك تماما".
وحذرت السفارة في بيان نشر على موقها الإلكتروني الجالية الأمريكية في سوريا قائلة إن أحداثا أو ظروفا غير متوقعة قد تحدث مما قد يتسبب في إغلاق السفارة لأجل غير مسمى. وبحسب بيان السفارة المنشور اليوم الأربعاء فإن المركز الثقافي الأمريكي والمدرسة الأمريكية في دمشق فتحا أبوابهما اليوم في شكل اعتيادي، رغم القرار السوري الذي كان قد أعلن أمس الثلاثاء عن إغلاقهما احتجاجا على الغارة الأمريكية.
ومن جانبها اعتبرت سوريا الغارة خرقا خطيرا للسيادة السورية، وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن سوريا وجهت أمس الثلاثاء رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن عبرت فيها عن استنكارها وإدانتها للغارة، قائلة إنها تعتبر "انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة" الذي نص على أن يمتنع أعضاء الهيئة جميعا في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة.
وفي باكستان، استدعت الحكومة السفيرة الأميركية في إسلام أباد للاحتجاج على قصف طائرات عسكرية أميركية منطقة على الحدود مع أفغانستان. حيث تعتقد قوات الاحتلال الأمريكي أنها مقاتلي حركة طالبان يتخذونها ملاذا آمنا. وقالت مصادر أمريكية إن القصف أدى إلى مقتل قائدين بارزين في تنظيم القاعدة في باكستان.
وأعربت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان لها عن استيائها البالغ إزاء القصف وقالت إن العملية أدت إلى مقتل عدد من الأبرياء وخسارة مادية كبيرة، وأن القصف ينتهك سيادة باكستان.
وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون إن صاروخين أطلقا على منزلين في "شاكاي" بإقليم وزيرستان، ما أدى إلى مقتل نحو 20 مسلحا، في إشارة إلى المقاتلين الموالين للزعيم القبلي "الطالباني" بيت الله محسود، لكن أنباء أخرى أكدت أن معظم الضحايا من المدنيين.