أنت هنا

29 شوال 1429
المسلم-متابعات:

أكد رونين بيرجمان، محلل الشؤون الاستخباراتية والاستراتيجية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" "الاسرائيلية" أن الاستخبارات السورية كانت على علم مسبق بالغارة الأمريكية على مزرعة السكرية في منطقة البوكمال الحدودية، وأنها تعاونت مع الأمريكيين في تنفيذها.


وذكرت الصحيفة أن الهجوم الأمريكي الذي أسفر عن مقتل ثمانية مواطنين سوريين تم تنسيقه بين الجيش الأمريكي والاستخبارات العسكرية السورية. وذكرت الصحيفة أنها استقت هذه المعلومات من مصدرين أمريكيين لهما علاقة بالموضوعن أحدهما تولى منصبا رفيعا في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في الماضي القريب.


ونقلت الصحيفة عن المصدرين قولهما إن الاستخبارات السورية تتعاون منذ مدة مع الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم "القاعدة" وفروعه، وإن مصادقة سوريا على الهجوم الأمريكي في الأراضي السورية كان حلقة أخرى في سلسلة من التعاون المتواصل بين الجانبين.


وتابعت الصحيفة أنه، وبموجب تنسيق مسبق بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) والاستخبارات السورية، توغلت قوة خاصة أمريكية تم نقلها بمروحيات إلى داخل الأراضي السورية ونفذت هجومها الذي استمر عشر دقائق وعادت إلى مواقعها سالمة في وضح النهار وأمام نظر السكان المذهولين، من دون إرسال أي دورية عسكرية سورية إلى موقع الهجوم، ومن غير أن تتصدي للمروحيات الامريكية الطائرات المقاتلة السورية على الرغم من أن الجيش السوري موجود في حالة تأهب عليا بالمنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى شريط مصور بواسطة هاتف نقال نشره أحد المواقع الإلكترونية السورية، وتظهر فيه المروحيات الأمريكية وهي تحلق بحرية في الأجواء السورية من دون أية مواجهة، معتبرة أنه "من الصعب التفكير في تزامن أحداث كهذه في دولة بوليسية مثل سوريا".
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصدر استخباري أوروبي قوله إن منظومة الدفاع الجوي السوري المحلي التقطت المروحيات الأمريكية، لكن عندما طلبت قوات الدفاع الجوي من قيادة سلاح الجو في دمشق اذنا بإطلاق النار جاءهم رد قاطع بعدم القيام بذلك.

 

من جهتها، استنكرت جبهة الخلاص الوطني المعارضة تكرار الاعتداءات على السيادة السورية في مواجهة صمت مطبق من النظام السوري، المتمادي في غيّه ضد المواطنين، المتخاذل أمام استباحة الأرض والسماء السورية.

واعتبرت الجبهة في بيان لها أن "العدوان الأمريكي على منطقة البوكمال السورية، الذي سقط ضحيته عدد من المواطنين السوريين بين شهيد وجريح، مجرد حلقة في سلسلة من الاعتداءات على سوريا، التي يبكي أبناؤها يوماً كانت فيه عزيزة حرة".

وقالت الجبهة: "إن النظام السوري الفاسد، الذي ازداد قمعه للمواطنين وحشية في ظل ما يعتبره انفتاحاً خارجياً عليه؛ قد أدخل البلاد باستبداده في نفق الفوضى والفساد والترهل والضعف، ما جرّأ المعتدين على العدوان على سيادة سورية التي أصبحت مسرحاً للعمليات الغامضة، والاعتداءات "الإسرائيلية" والأمريكية. وفي مواجهة هذا الوضع، تقابل المواقف الرسمية الهزيلة كل عدوان بمزيد من المفاوضات السرية مع "إسرائيل"، وبمحاولات استعطاف الولايات المتحدة، والارتباط باستراتيجية إيران الإقليمية وإطلاق يدها في سوريا، وزيادة الاحتقان الطائفي في البلاد؛ وبمزيد من البعد عن المحيط العربي، بل واستعدائه".