28 شوال 1429
الرياض – محسن العبد الكريم

أعلن الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي، عن تقديم الندوة إغاثة عاجلة تقدر بمليون ريال لإغاثة منكوبي سيول الأمطار في محافظة حضرموت بالجمهورية اليمنية.
وقال الدكتور الوهيبي: إن العمل الإغاثي الذي تقوم به الندوة، في المناطق المتضررة في اليمن، ينطلق من دورها الإغاثي والإنساني، في مدّ يد العون والمساعدة، للمتضررين من الكوارث والنكبات. وأضاف أن علينا الدور الأكبر في مساندة إخواننا في اليمن من منطلق ديني وإنساني، وهو الدور الذي تضطلع به الندوة العالمية والمؤسسات والجمعيات الخيرية والإنسانية، مضيفاً أن الندوة العالمية قامت باتخاذ إجراءات عاجلة، لإغاثة متضرري السيول في اليمن، بعد الاطلاع على حجم الكارثة الإنسانية، التي أدت إلى عشرات القتلى والجرحى وتهدُّم مئات المنازل.
وقال الأمين العام: إن مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في اليمن قام بدوره الإغاثي على الفور، ويشارك في عضوية اللجنة الشعبية اليمنية للإغاثة، كما قامت الندوة بإرسال وفد إلى اليمن لدراسة الاحتياجات المطلوبة للمنكوبين، وإعداد تقرير شامل عن الوضع في المناطق التي جرفتها سيول الأمطار.
ومن جانب آخر أكد حمد بن عبد العزيز العاصم رئيس فريق الإغاثة الذي أوفدته الندوة العالمية للشباب الإسلامي إلى المناطق المنكوبة بسيول الأمطار في اليمن، أن الوضع في هذه المناطق مأساوي، وهناك قرى كثيرة لم تصلها الإغاثة حتى الآن، ولم تستطع الفرق الخاصة بالدعم والإغاثة الوصول إليها، بسبب السيول، وأن محاولات تبذل من خلال الأجهزة الحكومية والمنظمات الإغاثية المحلية والمواطنين للوصول إلى القرى المعزولة، لتقديم الإغاثة لهم.
وتخوف العاصم من حدوث كارثة صحية في منطقة السيول بوادي حضرموت، وقال: إن البنية الصحية في المنطقة ضعيفة، وإن السيول هدمت المستشفيات والمراكز الصحية، ويوجد نقص حاد في الأدوية والأطباء.
جاء ذلك في حديث مع الأستاذ حمد بن عبد العزيز العاصم لموقع (المسلم) وتعرض أ. العاصم للأوضاع الإنسانية في المناطق المتضررة من سيول الأمطار في اليمن.
وقال: إن الفريق الإغاثي الذي أوفدته الندوة، يقوم بتفقد المناطق المنكوبة، والمتضررة من السيول، وعمل دراسة مسحية عن الاحتياجات الفعلية للمتضررين، من الناحية الكمية والكيفية، حتى يتم تقديم الإغاثة المطلوبة للمتضررين.
وأكد العاصم أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي، هي أول منظمة إغاثية وصلت إلى المناطق المتضررة في اليمن، وقال: حتى الآن لم تصل أي جمعية أو هيئة إغاثية عربية أو إسلامية أو عالمية، إلى المناطق المتضررة، والندوة عن طريق مكتبها في حضرموت تشارك في المجلس التنسيقي للأعمال الإغاثية في اليمن، الذي أعلن عن تشكيله لمواجهة كارثة سيول الأمطار في اليمن.
وعن بداية جولة الفريق الإغاثي للندوة، قال العاصم: بدأنا عملنا منذ وصولنا بتفقد المناطق المنكوبة في وادي حضرموت، وكانت البداية في منطقة حورة، وهناك رأينا الوضع الإنساني الصعب، المنازل تهدمت، والمساجد والمدارس والمباني الحكومية، وقرى بكاملها معزولة لم تستطع الأعمال الإغاثية الوصول إليها، ثم انتقلنا بعد ذلك إلى منطقة القطن، ومنها إلى منطقة سيئون، ونفس الأوضاع الإنسانية الصعبة، حيث آلاف المشردين، والنقص الحاد في المواد الإغاثية والملابس والبطاطين والدواء.
وعن مشاهداته للوضع الإنساني في المناطق المتضررة قال العاصم: إن المشاهد الإنسانية لا توصف، فالسيول جرفت كل شيء منازل ومباني، وقد حاول الأهالي إخراج بعض ممتلكاتهم إلا أن الوضع صعب جداً، فنرى بعض الأثاثات التي أخرجها الأهالي من تحت الأنقاض، ووضعوها في العراء، وغيرها من المشاهد الصعبة.
وعن الدور الإغاثي الذي يقوم به وفد الندوة العالمية للشباب الإسلامي قال العاصم: إننا نتعاون مع الجمعيات والمؤسسات والمنظمات اليمنية المحلية العاملة في حقل الإغاثة، وهي إمكاناتها ضعيفة إزاء الوضع المأساوي الصعب، ولابد من دعم هذه الجمعيات لتقوم بدورها.
وأضاف العاصم: لقد قام فريق الندوة بتوزيع المواد الإغاثية العاجلة من أرز وحليب وزيت ودقيق ومعلبات على المتضررين، وكذلك تم توزيع الأغطية والبطاطين على من شردوا في العراء.
وأثنى العاصم على جهود المواطنين وخاصة الشباب في المناطق المتضررة، وقال: إنهم يقومون بجهود كبيرة في العمل الإغاثي، بتوزيع الإغاثة، والوصول إلى القرى التي تحاصرها المياه، بحمل المواد الإغاثية على أكتافهم، لصعوبة استخدام أي وسائل مواصلات، وأشاد العاصم بروح التعاون والتكافل بين الأسر اليمنية في المناطق حيث تم استضافة المشردين داخل البيوت وتم تخصيص منازل للنساء وأخرى للرجال، وتوفير احتياجاتهم الإغاثية.
وناشد العاصم أهل الخير والمحسنين بالتبرع لإخوانهم المتضررين في اليمن وقال: إن ما نراه بأعيننا ونحن في المناطق المتضررة من السيول يفوق الوصف، وناشد رئيس فريق الإغاثة في الندوة العالمية المنظمات والهيئات الإغاثية العربية والإسلامية لتقديم الإغاثة لإخوانهم في اليمن.
والجدير بالذكر أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي قدمت إغاثة عاجلة قدرها مليون ريال لمتضررين سيول الأمطار في اليمن، كمرحلة أولى، على أن تتابع تقديم الإغاثة للمنكوبين بعد ذلك.