أنت هنا

28 شوال 1429
المسلم ـ وكالات:







قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين إن 57 دولة عربية وإسلامية سترفع علم "إسرائيل" على سفارات في عواصمها وتقيم علاقات دبلوماسية معها إذا قبلت مبادرة السلام العربية.

وتؤيد المبادرة العربية التي اقترحتها السعودية وأقرها مؤتمر القمة العربي في بيروت عام 2002 حل الدولتين، كما تطالب "إسرائيل" بالانسحاب إلى حدود ما قبل حرب يونيو عام 1967 والموافقة على قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية مقابل علاقات دبلوماسية كاملة مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية.

وقال عباس للصحفيين بعد محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة: "المبادرة العربية مبادرة إسلامية وليست فقط مبادرة عربية حيث اعتمدت في نفس العام الذي طرحت فيه في مؤتمر إسلامي في طهران وهناك 57 دولة عربية وإسلامية مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل إذا انسحبت".

وأضاف: "لا يجوز لإسرائيل أن تطالب بتطبيع العلاقات قبل أن تبادر بالانسحاب من الأراضي العربية. وتابع إنه لا أحد مستعد لتطبيع العلاقات بدون أن تقوم إسرائيل بالخطوة الأولى المطلوبة منها وهي الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والجولان ومزارع شبعا وعندئذ ستجد أمامها 57 دولة إسلامية وعربية ترفع علم إسرائيل".

ودعا عباس إلى الاستمرار في طرح وإثارة هذا الموضوع لأن المبادرة العربية من وجهة نظره "هي أثمن ما قدم للقضية الفلسطينية منذ عام 1948".

 

وخلال الشهور الماضية تحدث مسؤولون "إسرائيليون" بينهم رئيس الوزراء إيهود أولمرت عن المبادرة العربية بصورة إيجابية بعد سنوات من رفضها.

 وفي مقابلة أجريت الشهر الماضي قال أولمرت إنه يجب على إسرائيل أن تنسحب من جميع الأراضي تقريبا التي احتلتها خلال حرب عام 1967 مقابل السلام مع الفلسطينيين وسورية. وناقش مبارك مع الرئيس "الإسرائيلي" الزائر شمعون بيريس في شرم الشيخ يوم الخميس الماضي إمكانية تطبيق المبادرة العربية.

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد دعا أولمرت وعباس إلى إجراء مفاوضات سلام في مؤتمر بمدينة أنابوليس بولاية ماريلاند الأميركية العام الماضي بهدف التوصل إلى اتفاق تقام بموجبه دولة فلسطينية قبل ترك الرئيس الأميركي جورج بوش منصبه في يناير المقبل لكن المحادثات حققت تقدما ضئيلا، وسط رفض شعبي كبير للاجتماع ونتائجه.

ومن غير المرجح أن يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أنابوليس إذ إن الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في الكيان الصهيوني في فبراير المقبل قد تأتي بحكومة يمينية سترفض غالبا الانسحاب من الأراضي الفلسطينية أو الاعتراف بفلسطين.

يذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان قد قام -متعديا صلاحياته- بإقالة الحكومة الفلسطينية التي اختارها الشعب الفلسطيني في انتخابات أتت بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على رأس الحكومة. وقام عباس بتعيين حكومة على رأسها سلام فياض تبسط نفوذها على الضفة الغربية. لكن الحكومة الفلسطينية الشرعية برئاسة حماس مازالت تمارس صلاحياتها في قطاع غزة.

وترفض حركة حماس الاعتراف بـ"إسرائيل" وتطبيع العلاقات معها، وتعتبرها عدواً يحتل أرضا إسلامية، فيما يقوم عباس بزيارات ودية دورية لكبار مسؤولي الدولة الصهيونية.

 

تأتي تصريحات عباس في وقت صرح فيه كبير المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام أحمد قريع لمجموعة من مسؤولي الأمن "الإسرائيليين" في مؤتمر عقد بالقرب من تل أبيب بشأن "عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية" يوم الاثنين إن الفلسطينيين لن يستطيعوا التوصل إلى اتفاق سلام مع الإسرائيليين هذا العام قبل انتهاء ولاية الرئيس بوش في يناير القادم.