
يفتتح، اليوم الأحد، في مدينة "دويسبورغ" الألمانية أكبر مسجد في ألمانيا، في سهول منطقة المناجم السابقة، حيث كانت المداخن المرتفعة التي تجاور أجراس الكنائس تبعث الدخان الأسود الكثيف، قبل أن تظهر مئذنة المسجد التي يبلغ ارتفاعها 34 مترا لتغير المشهد.
وسيحضر رئيس البلدية مع رئيس حكومة رينانيا شمال فيستفاليا يورغن روتغرز ومسؤولين أتراك حفل افتتاح المسجد اليوم الأحد، والذي يتوقع أن يشارك فيه بين عشرة آلاف إلى 15 ألف شخص.
وبلغت تكلفة المسجد الجديد 7,5 مليون يورو، من بينها ثلاثة ملايين قدمها الاتحاد الأوروبي، ويتسع المسجد الواقع في حي "ماركسلوه" شمال "دويسبورغ" لـ1200 مصل، وهو مستوحى من الطراز العثماني، ويشبه المبنى من داخله المسجد الأزرق في اسطنبول. وقد زينت قبته التي يبلغ ارتفاعها 23 مترا بكتابات زرقاء وحمراء وذهبية. أما من الخارج فأكثر ما يلفت نظر الزائر هي النوافذ الكثيرة والكبيرة.
وتقوم الجالية المسلمة في الحي منذ ثماني سنوات بحملة توعية من أجل ضمان قبول هذا المسجد وتجنب أي حركة احتجاج للسكان مثل تلك التي حدثت في كولونيا أو برلين أو ميونيخ، حيث اصطدمت مشروعات لبناء مساجد بمعارضة السكان.
ويضم المسجد مكتبة كبيرة، وقاعات للندوات يتم تعليم اللغة الألمانية وتعاليم الإسلام فيها، ومن المقرر أن تلقى الخطب باللغة التركية، ولن يتم السماح للمسؤولين عن المسجد بإذاعة الأذان عبر مكبرات الصوت.
ومن الجدير بالذكر أن مدينة "دويسبورغ" العمالية الألمانية تضم أكثر من خمسين مسجدا ومصلى، معظمها في الباحات الخلفية للمباني أو في شقق، ما يجعل الكثيرين لا يعرفون بوجودها، وهو ما دعا إلى إنشاء المسجد الجديد.
ويشكل الأجانب، ومعظمهم من الأتراك المسلمين، أكثر من خمسين في المائة من سكان المدينة، حيث يحمل ستة آلاف من 18 ألف نسمة في "دويسبورغ" جواز سفر أجنبيا.