
ارتفع عدد الإسلاميين الذين اعتقلتهم إسبانيا منذ الخميس الماضي بدعوى صلتهم بجماعات مسلحة أو بتفجيرات قطارات مدريد التي وقعت عام 2004 إلى 18، من بينهم ثمانية مغاربة، وذلك وفقاً لما أعلنه وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريز وبالكابا.
وأصدرت الشرطة الإسبانية بياناً رسمياً أمس أفادت فيه أن المداهمات التي جرت في العاصمة مدريد ومدينتي برشلونة وقادش استهدفت شبكات يشتبه في أنها تؤوي أو تساعد أعضاء من تنظيم "القاعدة" على الهرب، وزعمت أن بعضها له صلات بتفجيرات قطارات مدريد التي وقعت في العام 2004 وأسفرت عن مقتل 191 شخصاً وإصابة أكثر من 1800.
يُذكر أن هجمات مدريد تبنتها جماعة قالت إنها نفذتها لمصلحة تنظيم "القاعدة" عقاباً لإسبانيا على إرسالها قوات إلى العراق، لكن السلطات الإسبانية ذكرت أنها لم تعثر على ما يثبت أن "القاعدة" أمرت بهذه الهجمات أو موّلتها.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري وجهت المحكمة العليا في إسبانيا اتهامات لـ11 شخصاً، أغلبهم باكستانيون اعتقلوا أوائل العام، بالتخطيط لشن هجمات على شبكة النقل العام في برشلونة.
وكانت زوجة أسير سوري مسلم في إسبانيا، قد أكدت مؤخرا أن زوجها يتعرض لمعاملة قاسية في السجون التي يتنقل بينها، على الرغم من إسقاط التهم الموجهة إليه، واتهمت السلطات الإسبانية بإجبار زوجها على تناول لحم الخنزير، والدوس على مصحفه.
ويدعى الأسير السوري المسلم معتز الملاح دباس (42 سنة)، وكانت السلطات البريطانية قد سلمته لإسبانيا في مارس 2007، حيث تم اتهامه بالتورط في تفجيرات 11 مارس بمدريد عام 2004، بعد مزاعم بأن الذين نفذوا الهجمات كانوا يجتمعون في شقته للتخطيط. وأسقطت النيابة العامة الإسبانية التهم عنه، منذ نحو الشهرين، وأقرت المحكمة الإسبانية إطلاق سراح الملاح بكفالة 10 آلاف يورو, إلا أن وضعه المالي لم يسمح له بدفع المبلغ، ما يعني بقاءه في السجن الذي دخله منذ 3 سنوات ونصف السنة.
وفي حديث مع إحدى الفضائيات العربية من مقر إقامتها في لندن، قالت زوجة الملاح، الإسبانية "فيروز": إن السجون التي يتنقل بينها تتم معاملته فيها بشكل سيء، حيث يتعرض للضرب والتعذيب. وأضافت: "تم الدوس على مصحفه ونزعوه منه، كما أجبروه على تناول لحم الخنزير، وقدم شكوى للقاضي بذلك ولم يصدر أي رد عليها".
يذكر أن معتز لديه شقيق اسمه مهند, وهو الآخر كان أحد المعتقلين على ذمة تفجيرات مدريد، وقد حكم بالسجن لمدة 12 عاما, لكن المحكمة العليا أسقطت عنه كل الأحكام و أطلقت سراحه.
وأشارت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا، في تقرير لها، إلى أن النيابة العامة الإسبانية استندت في اتهاماتها للملاح، إلى حديث هاتفي له مع زوجته المغربية كانا يتحدثان فيه عن صندوق الذهب، وهو عبارة عن قطع بسيطة من المصاغ الذهبي النسائي خاصة بالزوجة. وأشار التقرير إلى أن الشرطة الإسبانية استغلت تلك المكالمة للقول بأن معتز يجمع المال والذهب لدعم "الإرهاب". لكن منذ شهر اكتشفت النيابة العامة في إسبانيا كمية وحجم تلك القطع الذهبية، وتأكدت من أن ملكيتها تعود الى زوجة معتز, إضافة الى انتهاء محكمة تفجيرات مدريد دون تقديم أية تهمة الى الملاح، ما حدا بالنيابة العامة لإسقاط كافة التهم عنه.