أنت هنا

16 شوال 1429
المسلم-وكالات:

قال الجيش التركي في بيان له اليوم الخميس إنه فقد أربعة من جنوده في هجوم شنه متمردون انفصاليون أكراد بجنوب شرق تركيا أمس الأربعاء، وأن جنديا آخر قتل عندما سقطت هليكوبتر عسكرية بسبب عطل فني بينما كانت تقل جنودا إلى موقع الاشتباك.

وأضاف بيان الجيش التركي أن 15 جنديا أصيبوا أيضا في حادث تحطم الطائرة الهليكوبتر.

من جهة أخرى، رفض جنرالات الجيش التركي أي لوم بخصوص مقتل 17 جنديا في هجوم لمتمردين أكراد بعد انتقادات علنية نادرة للجيش عقب سلسلة هجمات.

وأفادت وسائل إعلام تركية أن الجيش تلقى تحذيرات من المخابرات قبل كمين نصبه متمردو حزب العمال الكردستاني عند موقع بمنطقة "اكتوتون" قرب الحدود العراقية هذا الشهر وقتل خلاله 17 جنديا في أشد الهجمات فتكا ضد الجيش منذ أكثر من عام.

وعلى مدى سنوات ظل الجيش التركي بعيدا فعليا عن أي انتقادات، بسبب النفوذ الكبير الذي يتمتع به جنرالاته في البلاد، الذين يتترسون بالعلمانية لحماية مكاسبهم الشخصية، لكن كفاءته واجهت تشككا من جانب بعض وسائل الإعلام منذ الهجمات التي شنها متمردو حزب العمال الكردستاني هذا الشهر والتي زادت الضغوط أيضا على الحكومة لتبني أساليب أكثر صرامة.

وأطاح الجيش التركي بأربع حكومات منتخبة خلال السنوات الخمسين الماضية ويمارس نفوذا هائلا من وراء الستار. غير أن نفوذه تقلص بعض الشيء في السنوات الأخيرة بسبب الإصلاحات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي الذي تطمح تركيا للانضمام إلى عضويته، بالإضافة إلى تولي حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية الحكم في البلاد.

ونفى الجنرال ايلكير باسبوج قائد القوات المسلحة التركية أن يكون الجيش تلقى أي معلومات مسبقة وقال إن الجيش يجري تحقيقا في الهجوم. وقال باسبوج الذي بدا عليه الغضب خلال مؤتمر صحفي رافقه خلاله قادة القوات البرية والجوية والبحرية وقوات الدرك: "تم فتح تحقيق.. ومثل أي مؤسسة لديها ثقة بالنفس .. سنعلن نتائج التحقيق".

وأفاد التلفزيون التركي أن محكمة عسكرية منعت وسائل الاعلام المحلية من نشر تقارير بشأن مزاعم بارتكاب مخالفات في هجوم "اكتوتون" لحين اكتمال تحقيق القوات المسلحة.

وتعرض الجيش لانتقادات منذ نشرت وسائل إعلام تركية صورا للجنرال ايدوجان بابا اوغلو قائد القوات الجوية وهو يلعب الجولف بمنتجع على البحر المتوسط في الوقت الذي ظهرت فيه التقارير بشأن هجوم "اكتوتون" وشيع فيه القتلى.

وتعتبر تركيا ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية". ويشن هذا الحزب حملات مسلحة منذ 1984 مطالبا بحكم ذاتي في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه غالبية كردية.

وبحسب حصيلة أعلنها الجيش التركي في الآونة الأخيرة، فإن النزاع بين المتمردين الأكراد والسلطات التركية أوقع 32 ألف قتيل في صفوف حزب العمال الكردستاني، و6500 قتيل في صفوف القوات التركية (أمن وجيش). وقتل في النزاع أيضا نحو 5500 مدني.