أنت هنا

11 شوال 1429
المسلم-صحف:

أكد محمد الدايني، عضو البرلمان العراقي عن جبهة الحوار الوطني التي تحتل 11 مقعداً أن إيران باتت تسيطر على 70 في المائة من العراق، وقال إن هناك علاقة خفية بين إيران وأمريكا، وهناك اتفاق إيراني ـ "إسرائيلي"، محذرا من أن هناك "خلايا إيرانية نائمة" في كل الأقطار العربية، وأن طهران خصصت100 مليار دولار لتمويل هذه الخلايا.

وقال الدايني في مقابلة مع صحيفة "البيان" الإماراتية الصادرة اليوم إن العراق يعيش معركة حقيقة على الأرض بين طرفين؛ أولهما الأمريكان ومن جاء معهم على ظهور الدبابات من الموجودين في الحكم الآن، يضاف إلى هذا الجانب الخط الإيراني المسيطر على كل شيء في العراق حاليا، والجانب أو الطرف الثاني هو الشعب العراقي.

وعاتب عضو البرلمان العراقي عن جبهة الحوار الوطني المسؤولين العرب قائلا: "يجب أن يسأل الجميع أنفسهم كيف نوافق على الأجندة الأمريكية الإيرانية التي استباحت كل شيء؟"، وأضاف: "إيران حصلت على مكانة لم تكن لتصل إليها لو كان هناك تواجد عربي، ولكن العرب قد ابتعدوا من البداية وقد حذرناهم من النفوذ الإيراني ولكنهم لا يسمعون".

وقال الدايني إن المعلومات التي لديه حول حجم النفوذ الإيراني في العراق حاليا "ليست تكهنات، بل موثقة بالمستندات والدلائل"، وأضاف: "لا يخفى على أحد التدخل الإيراني في العراق الآن فنحن لا نتحدث عن شبح، فأنا ابن محافظة ديالى التي ترتبط بشريط حدودي مع إيران طوله أكثر من 600 كيلو متر، وفي هذه المحافظة تم إلقاء القبض على 11 ألف إيراني، وتم تحويلهم من خلال الأمريكان إلى الأجهزة الأمنية العراقية. ولكن للأسف فإن وزارة الداخلية أخفت الملفات، ولم نجد أي وثيقة تتعلق بهذه المجموعات، فقبل احتلال العراق كانت هناك 32 ميليشيا مدربة وجاهزة تعيش في إيران، وينفق عليها ببذخ من أجل هذا اليوم، ولدينا وثيقة رسمية صادرة بأسماء الميليشيات منها قوات بدر التي يرأسها أبوالحسن العامري المتهم بقتل عشرات الآلاف من العراقيين وصدر ضده حكم من الأميركان في 25 أكتوبر 2006. أيضا هناك المسؤول عن قوات بدر ضابط إيراني برتبة لواء من الحرس الثوري يدعى نجف حمدي، وهناك ميليشيات يد الله وثأر الله وميليشيا المؤتمر الوطني التابعة لأحمد الجبلي، وهناك ميليشيا حزب الدعوة وكتاب القصاص الموجودة في لجنة ما تسمى اجتثاث البعث، ولدينا وثائق ومستندات بالجرائم التي ارتكبتها تلك الميليشيات".

وأكد الدايني أنه وفي بداية احتلال العراق كان هناك إصرار أمريكي إيراني على إلغاء أي دور عربي في العراق، ولذلك كان يتم اغتيال البعثات الدبلوماسية عن طريق الفرق الإيرانية المعروفة، وقد رضخت الدول العربية ووقفت موقف المتفرج، وقد كان هدف إبعادهم هو أن يفعلوا ما يريدون دون أن يكتشف أمرهم.

ووثق الدايني التعذيب الذي يتعرض له السنة على يد أجهزة الأمن الشيعية قائلا: "قمت بزيارة للسجون والمعتقلين كأحد أعضاء لجنة زارت العديد من السجون، خاصة سجن محافظة ديالا الذي وجدت فيه أكثر من 310 معتقلين لا تسعهم الزنازين، ومضى على اعتقالهم أكثر من سنتين بدون أوامر قضائية وتعرضت حالات عديدة منهم للتعذيب والاغتصاب، وقد اشتكى لنا الشيخ نافع الدهلجي وهو إمام وخطيب ومعتقل بأنهم اغتصبوه أمام زوجته وابنه وأهله بعد أن جاءوا بهم إلى السجن. وطلبوا منه الاعتراف بجرائم قتل، وإلا يتم اغتصاب عرضه وشرفه أمامه، ولم يسلم حتى بعد الاعترافات القسرية، وقد تم توثيق تلك الحالة طبياً، وهناك انتهاكات خطيرة في السجون حيث فقد نزلاء وصل عددهم إلى 24 ألف سجين عراقي جميعهم اختفوا من السجون، وهناك أكثر من مليون عراقي تم قتلهم في عهد الجعفري وعلاوي والمالكي، وأكثر من 90 ألف عراقي في السجون المحلية وسجون الاحتلال".

ومن الجدير بالذكر أن عضو البرلمان العراقي عن جبهة الحوار الوطني التي تحتل 11 مقعداً في البرلمان النائب محمد الدايني سبق أن ساعد العام 2006 صحافية بريطانية في إنتاج فيلم وثائقي للقناة البريطانية الرابعة بعنوان: "فرق الموت العراقية" الذي عرض خلاله وثائق تدين أعضاء كبار في الحكومة العراقية بالإشراف المباشر على فرق الموت التي تستهدف السنة تحديداً، وفي مناسبة أخرى عرض صوراً تثبت تورط سياسيين شيعة بارزين بممارسات تعذيب.

ويعتبر الدايني أول عضو برلماني سني يتحدث أمام الكونجرس الأميركي لأكثر من ساعة ونصف الساعة عن الأوضاع العراقية العام الماضي، وقد تعرض لمحاولات اغتيال أكثر من مرة وقتل 12 فرداً من عائلته على يد مسلحين مجهولين.