
دانت منظمة المؤتمر الإسلامي الهجوم، الذي شنته عناصر من حزب العمال الكردستاني على موقع عسكري تركي قرب الحدود العراقية أمس، وتزامن ذلك مع توقعات بأن تشن القوات التركية هجوماً واسعاً على قواعد الحزب المحظور في شمال العراق.
وندد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان صحافي بالهجوم الذي وصفه بـ "الإرهابي المشين"، الذي شنته منظمة حزب العمال الكردستاني، والذي أسفر عن مقتل 15 جندياً تركياً، مؤكداً تضامنه مع تركيا حكومة وشعباً في حربها على الإرهاب. وأعرب أوغلو عن "قلقه إزاء مواصلة المنظمة "الإرهابية" الخارجة عن القانون هجماتها القاتلة، من خلال التسلل إلى تركيا من مخيماتها في شمال العراق".
وكان ما لا يقل عن 15 جندياً تركياً قد لاقوا حتفهم وأصيب 30 آخرون بجروح في هجوم مباغت على موقع عسكري في نقطة الصفر على الحدود التركية مع العراق وإيران أمس، واختطف عناصر حزب العمال الكردستاني التركي المحظور اثنين من الضباط من الموقع.
وقالت مصادر في قيادة أركان الجيش التركي إن عناصر الكردستاني استخدموا أسلحة ثقيلة في الهجوم، وإن القوة الحكومية كبدت المسلحين 23 قتيلاً.
وأثار الهجوم نقاشاً واسعاً في الأوساط السياسية والعسكرية التركية، حيث إن الجيش كان قد اتخذ تدابير مكثفة جداً قرب هذا الموقع بعد الهجوم الذي تعرض له في مايو الماضي، وأدى الى مقتل 6 من الجنود الأتراك آنذاك . وقد اشترت تركيا بعد ذلك التاريخ العديد من طائرات التجسس من دون طيار لمراقبة تحركات عناصر "الكردستاني" في المنطقة وعلى طول الحدود مع العراق، كما زودت قواتها في المنطقة بأحدث أجهزة المراقبة الحرارية التي ترصد أي تحرك لأي إنسان في المنطقة . وقالت مصادر عسكرية إن عناصر "الكردستاني" تجاوزوا كل هذه التدابير، حيث اختاروا ليلة ممطرة جداً للهجوم، لأن أجهزة المراقبة الحرارية لا تعمل في مثل هذه الأجواء.
وفي حين اعتبر الرئيس التركي عبدالله جول أن الهجوم "خيانة"، وشدد على أن أنقرة مصممة على مواصلة التحرك ضد المتمردين، وأضاف: "سنواصل المعركة ضد المتمردين مهما كان الثمن"، بدأت رئاسة الأركان التركية حشد قوات إضافية برية وجوية في المنطقة استعداداً في ما يبدو لاجتياح شمال العراق للقضاء على أي وجود لعناصر "الكردستاني" بشكل دائم. وتتوقع مصادر عسكرية ألا يخرج الجيش التركي هذه المرة من الشمال العراقي إلا بعد حسم قضية الكردستاني مع القيادات الكردية العراقية.