
أعلنت الشرطة التايلاندية، في بيان لها اليوم الأحد، أن أربعة من المسلمين أصيبوا بجروح، في انفجار قنبلة صغيرة بمسجد جنوب شرق نيبال مساء أمس السبت.
وقال مسؤول الشرطة في "بيراتناجار" وهي أكبر بلدة في المنطقة إن المسجد لم تلحق به أضرار كبيرة بعد الانفجار الذي وقع في ساعة متأخرة من مساء أمس. وأضاف: "لم يعتقل أحد، ونبحث عن الجناة".
وقتل شخصان في انفجار مماثل في مسجد في المنطقة نفسها من نيبال التي تقطنها أغلبية هندوسية في مارس الماضي، وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "جيش الدفاع النيبالي" آنذاك مسؤوليتها عنه.
ويعود تاريخ الإسلام في نيبال إلى القرن الخامس الهجري حسب الدراسات التاريخية؛ إذ وصل الإسلام إليها عن طريق التجار العرب وغيرهم من المسلمين، والمسلمون هناك يتكلمون اللغة الأوردية، ونسبتهم 3.5 % من عدد السكان البالغ (27) مليون نسمة، في حين يمثل الهندوس أغلبية السكان ونسبتهم 90% ، والبوذيون 5%. وغالبية المسلمين هناك يعيشون في الجبال قرب حدود الهند، وحالتهم الاقتصادية متدنية، فهم بعيدون عن الأعمال التجارية والصناعية، ومعظمهم عُمّال أو أصحاب قطع أراضي زراعية صغيرة يعيشون عليها، وبعضهم موظفون صغار. ويعاني مسلمو نيبال من الجهل والتخلف الذي أفقدهم حقوقهم كمواطنين، وثقافتهم الإسلامية محدودة رغم حرصهم على الدين، ولا يوجد من يرشدهم ويعلمهم أمور دينهم من الدعاة والوعاظ والأئمة المتمكنين، فمنهم من لا يعرف عن الإسلام إلا اسمه الذي شوّهته البدع والخرافات، ما جعل المسلمين في نيبال عاجزين عن مقاومة التخلف الذي يحيط بهم في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وغير قادرين على مواجهة المغريات التي يصطاد بها المنصرون وغيرهم أبناء المسلمين من خلال الوسائل الكثيرة التي يمتلكونها من خلال فتح المدارس والمكتبات والمستوصفات، وصرف المعونات المالية وابتعاث الأشخاص الذين يختارونهم إلى أوروبا وأمريكا ليتشبعوا بأفكارهم. وحتى اليهود والصينيين والهنود لهم مدارس ومكتبات ومستوصفات ومزارع لأغراض السياسة والتأثير.
ويوجد في العاصمة النيبالية كاتامندو أربعة مساجد، كما يوجد في نيبال بعض المدارس الإسلامية، منها مدرسة أُنشئت عام 1386هـ في مدينة (جنكبور دهام) لنشر الدعوة، ولتكون مركزاً لإعداد الدعاة، حيث إن التعليم الإسلامي واللغة العربية ممنوعان في المدارس الحكومية، إلا أن بعض المدارس الدينية الخاصة قائمة ويديرها أفراد في بعض أنحاء نيبال.
ولا يستطيع المسلمون ممارسة حقوقهم وأحوالهم الشخصية حسب الشريعة الإسلامية لعدم وجود قانون للأحوال الشخصية للمسلمين. ورغم أن المسلمين في نيبال يحصلون على مساعدات من بعض الدول الإسلامية -مثل السعودية ومصر- من خلال تدريس عدد من أبنائهم في جامعات البلدين، فانّ هناك مشكلات تعانيها الأقلية الإسلامية هناك شأنها شأن الأقليات الإسلامية في دول أخرى في آسيا مثل الفليبين وتايلاند، وأهمها تدهور حالة المدارس الدينية التي يصفها بعضهم بأنها إما مسقوفة بألياف نارجيل أو غير مسقوفة، هذا بالإضافة إلى عدم وجود سبورة ولا مدرس، وفي الوقت نفسه لا يجد الكثير من المسلمين مفراً من إلحاق أبنائهم بالمدارس الحكومية التي تعلّم في المقام الأول القيم الهندوسية والبوذية، إضافة إلى أن بعض المدارس الإسلامية لم يتم معادلة شهادتها في الجامعات الإسلامية.