أنت هنا

15 ذو القعدة 1439
المسلم ــ متابعات

فرضت الخنادق والحواجز التي نصبتها مليشيات الحوثي الانقلابية في الشوارع والطرقات الرئيسية بالأحياء الجنوبية لمدينة "الحديدة"، غربي اليمن، واقعًا جديدًا على سكان المدينة؛ جيث بات أكثر من 600 ألف شخص محاصرين داخل أحيائهم، بعد أن قطّعت تلك الحفريات والحواجز أوصال المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر.

 

وأفاد سكان في المدينة بأن الخنادق التي حفرها الحوثيون، والحواجز الأسمنتية والسواتر الترابية، عقّدت حياتهم، وباتت الحركة في المدينة ثقيلة، رغم حالة النزوح الكبيرة منها.

 

وقال نبيل حيدر، وهو أحد السكان في حي الربصة جنوبي المدينة: إنه غادر منزله إلى منزل والده وسط المدينة، بعد أن حفر الحوثيون خندقًا في شارع القدس، منع مرور السيارة ووصوله إلى منزله.

 

وأضاف: "الشوارع في الأحياء الجنوبية أغلبها مقطوعة بسبب حفريات الخنادق، بالإضافة إلى الحواجز المنصوبة على النقاط الرئيسية، والآن مش قادر (لا أستطيع) على أن أوصل (أصل) إلى منزلي إلا إذا سرت راجلًا".

 

كما تسببت الحفريات في الشوارع بانهيار شبكات المياه والصرف الصحي.

 

وقال عبدالله الوصابي، وهو أحد السكان في "حارة اليمن"، إن الماء انقطع عن منزله وعشرات المنازل في الحي منذ أسابيع؛ إثر حفر الحوثيين خندقًا على طريق الكورنيش بالقرب من الحارة.

 

وأضاف: "عندما حفر الحوثيون الخندق تحطمت مواسير ضخ المياه، ومنذ ذلك الحين لم تصل إلى منازلنا".

 

ولا تقتصر الحفريات والخنادق والحواجز على مدينة "الحديدة" فقط، بل امتدت إلى الطرقات الرئيسية التي تربطها بالمدن، والبلدات الواقعة في جنوب المدينة، ما أثر على حركة السير والتنقل.

 

ونصب الحوثيون سواتر في الطرقات الرابطة بين مديريات بيت الفقيه، والدريهمي وزبيد والجراحي، وقال مسافرون إن الطريق باتت أطول من المعتاد بسبب العوائق، وتضاعفت الفترة الزمنية للانتقال بين مدينة وأخرى. كما يخشى المسافرون من زراعة الألغام في الطرقات.

 

في هذا الصدد، أوضح مصدر عسكري حكومي، أن المسلحين الحوثيين لجأوا إلى تلك الاستراتيجية العسكرية، من أجل إبطاء تقدم قوات الجيش الوطني؛ حال شنت هجومًا للسيطرة على المدينة، ومينائها الاستراتيجي.

 

وأفاد المصدر بأن الحوثيين نشروا العشرات من المسلحين بالقرب من تلك الخنادق والحواجز، لجر قوات الجيش لخوض قتال شوارع.

 

وقال وزير الخارجية اليمني، خالد حسين اليماني، إن "الحوثيين قاموا بحفر الخنادق داخل المدينة، ما يشير إلى توجههم لخوض قتال شوارع في محاولة لاستدراج الجيش الوطني"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ".

 

وأضاف خلال لقائه مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق عمليات الإغاثة، مارك لوكوك، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، أن الرئيس اليمني أكد مرارًا على أن قوات الجيش لن تنجر لحرب شوارع.