منذ أيام، تركز اهتمام وسائل الإعلام الكبرى في العالم -بما فيها وسائل الإعلام الجديد- بمصير 12 فتى مع مدربهم بكرة القدم في تايلند، بعد أن فُقدت آثارهم ثم عثر عليهم غواصون في كهف بعد بحث مُضْنٍ دام أياما
ولئلا يسىء فهمي أحد ، أؤكد أنني تعلمت من ديني عدم الاستهانة بالحياة وتقدير مشاعر الناس وآلامهم .. وفي المقابل أسألهم: أي إنسانية هذه تقيم الدنيا من أجل 13 شخصاً اطمأن ذووهم إلى أنهم أحياء وسيجري إنقاذهم، بينما تطمس شلالات الدم وآلام التهجير التي يندر أن يكون بين ضحاياها أحد من غير المسلمين، والتي يتفق الآخرون على التطبيع معها – يختلف تواطؤهم في الدرجة إلا أنه واحد من حيث النوع !
لا بواكي للملايين
في خضم أخبار كهذه -وما دونها ! - تغيب مآسٍ إنسانية تصلح كل مأساة منها عنواناً لانهيار القيم الأممية المزعومة، التي يتشدق بها الكبار في الغرب، ويتباهى بها صبيانهم في بلاد الإسلام؛ حتى إنهم يتكئون على أوهامها للطعن في أرقى مرحلة عرفها البشر في تاريخهم، هي مرحلة فجر الإسلام وصدره.
يمضي مجرمو ميانمار في تهجير المسلمين هناك من ديارهم، ويستمر بوتن في ذبح ما تبقى من الشعب السوري – 600 غارة جوية في يوم واحد على المدنيين في درعا- ويواصل خامنئي تزويد أداته في صنعاء بصواريخ باليستية يطلقها على المدن في اليمن والسعودية -والحمد لله أن قوات الدفاع الجوي تتكفل بتمزيقها في الفضاء- ...
أما نتنياهو فتاريخ همجيته أطول من قرنائه ووكلائه، ولا حياة لمن تنادي.
أخبار مطموسة
لذلك تغيب عن بؤرة الضوء الإعلامي، أحداث مهمة، يجري تمريرها خلسةً. ثم يقبرونها بتعتيمهم المتعمد الماكر.
منها أن منظمة هيومان رايتس ووتش تطالب حكومة الملالي في لبنان بكشف نتائج تحقيق وعدت به منذ سنة عن ملابسات وفاة 4 معتقلين سوريين قضوا نحبهم في غياهب سجون لبنان " الديمقراطي" جداً في ظروف غامضة ، وقال أطباء متخصصون في قضايا التعذيب عنها: إنهم وجدوا آثار تعذيب وحشي على جثث ثلاثة من الضحايا!
والشرطة الفرنسية تعتقل عصابة تتألف من 10 إرهابيين عنصريين بقيادة ضابط مخابرات سابق خططت لقتل أئمة مساجد ومدنيين مسلمين في أنحاء متفرقة من فرنسا ! لأن فرنسا مذعورة من فتاة محجبة مريم بوجيتو فقط لأنها فازت في انتخابات حرة برئاسة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا بجامعة السوربون، وظهرت في التلفزيون وهذا كفر أكبر بدين العلمانية الذي تعتز به عاصمة الحرية والمساواة !!
وهذا يؤثر على الجدول "العظيم" لوسائل الإعلام الفرنسي ويشغلها عن عظائم الأمور ( كلما مررتُ مصادفة بقناة فرانس 24 أجدهم يناقشون "تخلف" المجتمعات المسلمة لأنها ترفض التطبيع مع الزانيات اللاتي يحملن من السِّفَاح ويسمينهن : الأمهات العازبات .. مثل تسمية الربا بالفائدة وأم الخبائث بالمشروبات الروحية ...
الموساد وساعة كوهين!
وأما بي بي سي فانهمكت في تغطية موسعة لنبأ يختلق بطولة زائفة لجهاز مخابرات العدو "الموساد " الذي زعم أنه قام بعملية خاصة حصل في نهايتها على ساعة اليد التي ارتداها الجاسوس "الإسرائيلي" الشهير إيلي كوهين الذي أُعدم في العاصمة السورية دمشق عام 1965.
وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموساد على ما وصفه بـ" عملهم الحازم والشجاع الذي أعاد إلى إسرائيل تذكارا من مقاتل عظيم قدم الكثير لتعزيز أمن دولة إسرائيل."
وتم إعطاء ساعته لأرملته نادية في مراسم خاصة في مايو/أيار الماضي.
ولم يتم الكشف عن تفاصيل "العملية الخاصة" التي حصلت فيها الموساد على الساعة من سوريا.
لكن "نادية كوهين" أرملة الجاسوس "إيلي كوهين" تحدثت لإذاعة جيش الاحتلال ( الجمعة 6/7/2018) تعقيبا على إعلان الموساد أنه استعاد ساعة زوجها بعملية سرية خاصة – فقالت بالحرف: لا عملية خاصة ولا أحذية – أكرم الله القراء الأفاضل- ! وتابعت: قبل بضعة أشهر عرض شخصٌ الساعة للبيع , وقام الموساد بحجزها وشرائها.
قرد CNN
وأما سي إن إن الأمريكية فكان محل تركيزها قصة لمّ شمل قرد مع والديه بالتبني !! والقرد من فصيلة الشمبانزي ويدعى ليمباني وقد جرى جمع شمله مع والديه بالتبني اللذين قدما له الرعاية طوال اليوم خلال الأشهر القليلة الأولى من حياته.