بطاقة
عنوان الكتاب: اللهو المباح-تأصيل وتقرير
المؤلف: عبد العزيز بن مصطفى الشامي
راجعه: عبد العزيز بن ناصر الجليل
سنة النشر: 1438 /2017م
الناشر: معالم الهدى للنشر والتوزيع بالرياض
440 صفحة
ـــــــــــــــــــ

أمة لاهية!!
هذا هو الوصف الذي يطلقه المؤلف على الحال السائدة، نتيجة طغيان اللهو على الصورة العامة، حيث التوسع المخيف في تلبية شهوات البطن والفرْج، والتنافس المفرط على الرقم  المميز للهواتف ولوحات السيارات؛ وتركيز النجومية على لاعبي كرة القدم والممثلين والمطربين..

وجاءت الألعاب الإلكترونية لتزيد الوضع الرديء رداءة، حتى لو كانت في أمة متقدمة وذات حضور مرموق في الإنجاز العلمي التقني؛ فكيف وأمة الإسلام تشكو من الجراح النازفة في أنحاء كثيرة من جسدها، الذي تداعت عليه الأمم كما تتداعى الأَكَلةُ إلى قصعتها؟

لكن الكتاب  ضد البكاء على اللبن المسكوب، فهو يستبشر بقدرة الأمة على تغيير هذه الأحوال، ويركز على أهمية  الشباب في عملية التصدي الإيجابي، لأنهم هم الفئة المستهدَفة من قبل أعدائها، لكنهم يحتاجون إلى الكلمة طيبة واليد الحانية وإلى تفهم طبيعة سنهم ومعطيات زمانهم.

ويُحمد المؤلف على أمانته العلمية، فقد أشار في مستهل كتابه إلى تسعة مؤلفات سابقة استفاد منها وتوسع في أبحاث لم يعالجوها بما يكفي، وذلك مع الإشارة إلى ما اقتبسه منها وأضاف إليه معلومات مستجدة ورؤية تعبّر عن شخصيته.

ضوابط شرعية أساسية
في المدخل التأصيلي يبين المؤلف شمولية الإسلام وسماحته وحرصه على نهج القصد والاعتدال  فهو دين ينبذ دعوات الغلظة التي تحرم الطيبات أو تكاد على غرار أمم أخرى،وينظر إلى الإنسان نظرة واقعية عميقة، تأخذ في الحسبان أنه  لا يمكن أن يستمر على وتيرة واحدة من الجد، فالنفس تحتاج إلى الترويح : ((   وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ))  - سورة القصص : الآية77 .

على أن يكون الترويح وسيلة للاستجمام واستعادة الحيوية المطلوبة لمهمات التكليف الجاد، لا أن يصبح اللهو غاية كما يُشترط فيه أن يخلو من الحرام ( في نفسه وفي وسائله)  وألا يأتي على حساب واجب أخروي أو دنيوي مع حفظ حقوق الآخرين.

وفي عرض المؤلف لضوابط اللهو المباح وحدوده قدّم النصوص الواردة عن اللهو في الكتاب والسنة وما جاء عنه بالقول والفعل عن السلف مع حرصه على التفريق بين اللهو واللعب .

وفي أحكام اللهو المباح وآدابه يعرض نماذج معاصرة من ثلاثة أنواع متباينة هي: اللهو المباح واللهو المحرَّم واللهو المختلَف فيه،  كما خصص الفصل الرابع لتوظيف اللهو المباح تربوياً واجتماعياً  ليناقش في الفصل الخامس مسائل تتعلق  بترشيد اللهو مثل: مساوئ التوسع في اللهو وعواقب إغراق المجتمعات فيه وخطورته على هوية الأمة إذ يعرّضها للذوبان والمسخ .

ويعرض الكتاب في خاتمته حاجة الأمة إلى فقه يقدم بدائل في مجال اللهو والترفيه وتمتد الخاتمة 19 صفحة تتجلى فيها شخصية المؤلف وقدرته على تقديم صورة شرعية متوازنة لهذه المسألة التي لطالما زلت فيها أقدام، وعثرت أقلام وتضاربت بعض  الفتاوى يمنة ويسرة . ، ثم أهم النتائج ( 34 نتيجة) وأبرز التوصيات ( 19 توصية) .

وبعد:
فالكتاب يخاطب قادة الفكر وصانعي القرار وموجهي الرأي العام، وليس موجهاً لإقناع الفئات التي استدرجها الإسراف في اللهو بريئه وخبيثه.