
حذرت الحكومة التركية نظيرتها الفرنسية من تكرار الخطأ الذي ارتكبته الولايات المتحدة بإرسال قوات إلى مدينة منبج السورية، التي تهدد أنقرة بمهاجمتها لطرد المليشيات الكردية.
وذكرت صحيفة "يني شفق" التركية أن فرنسا نشرت 50 جندياً في منبج لدعم وحدات حماية الشعب الكردية، في حين قالت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية، إن 100 من القوات الخاصة الفرنسية قد نُشروا في خمس قواعد بالمناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب في سوريا.
وقال إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئيس التركي أردوغان : إن المسؤولين يدرسون تلك التقارير، مشيراً إلى أن تركيا ستخبر باريس بمعارضتها "إذا ثبت أن هذا صحيح".
وحذّر كالن باريس قائلاً: "لا ترتكبوا نفس الخطأ الذي ارتكبته أمريكا". وقال للصحفيين في أنقرة إن مسؤولين فرنسيين أبلغوا نظراءهم الأتراك أن إرسال جنود إلى منبج "ليس مطروحاً".
وحذر كالن باريس من أن أي محاولة لإقناع أنقرة بأن قوات سوريا الديمقراطية مختلفة عن وحدات حماية الشعب ستكون مجهوداً "غير مجد".
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية منظمة "إرهابية" تابعة لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يخوض حرباً ضد تركيا على مدى أكثر من ثلاثة عقود.
وبعد أن التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوفد من قوات سوريا الديمقراطية، الشهر الماضي، كانت هناك توترات متزايدة بين باريس وأنقرة بعدما شن أردوغان هجوماً لاذعاً على ماكرون بسبب عرضه إقامة حوار بين تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة- شأنها في ذلك شأن تركيا وحلفائها الغربيين- تضع "حزب العمال الكردستاني" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، إلا أنها تعمل بشكل وثيق مع وحدات حماية الشعب ضد تنظيم الدولة في سوريا.
وتمتلك الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في مدينة منبج، وهناك جنود أمريكيون في منبج، التي استعادتها قوات سوريا الديمقراطية الكردية، من التنظيم عام 2016. وهي تشرع حالياً ببناء قاعدتين جديدتين في منبج.
وهناك قوات خاصة فرنسية في سوريا، لكن باريس لا تفصح عن معلومات بشأن موقعها أو عددها، لكنها أكدت رفضها أي عمل عسكري تركي في منبج.