
نحو نصف مليون لاجئ صومالي تقطعت بهم السبل في كينيا يواجهون خيارين كلاهما مرّ؛ إما العودة الطوعية إلى بلادهم، أو البقاء لمواجهة ديون تتراكم بسبب نقص الأغذية في المخيمات.
هذا الوضع المأساوي يتلخص في مجمع "داداب" للاجئين في الإقليم الشمالي الشرقي لكينيا، حيث يقطن أكثر من 486 ألف شخص من طالبي اللجوء، بحسب أرقام صادرة عن المفوضية الأممية في يناير الماضي.
ومجمع "داداب" يقع على بعد 474 كم من العاصمة نيروبي، وهو مكان قاحل ومساحات من الرمال البركانية.
وعلى مقربة من "البناية كي 1" داخل المجمع، تجد طوفانا من اللاجئين الذين يهرولون نحو سياج الأسلاك الشائكة، لتسول الطعام والماء والمال.
ويقع مخيم "داداب"، وهو أكبر مخيم لاجئين في العالم، شمال شرقي كينيا، على بعد حوالى 100 كم من بلدة "جاريسا" الحدودية مع الصومال.
ويقول لاجئون صوماليون يعيشون في المجمع ، إنهم جاءوا إلى كينيا بعد أن أُجبروا على الفرار من الحرب.
وبعد إعلان برنامج الأغذية العالمي، تخفيضات غذائية بنسبة 30 بالمائة للاجئين الذين يعيشون في "داداب"، اضطر اللاجئون إلى اقتراض المال لشراء الطعام؛ فانتهى بهم المطاف إلى تراكم ديون "ضخمة" عليهم تقدر بمئات الدولارات.
وبسبب هذه الديون، فإن كثيرا منهم يفكرون حاليا بالانضمام إلى برنامج الأمم المتحدة "الطوعي" للعودة إلى الوطن، والذى يطالب "بضمان ممارسة حرية الاختيار الواعي ودعم العائدين".
أحد اللاجئين الصوماليين، ويدعى ياسر زاهي، يقول إنه لا يجد أي مبرر للعودة إلى الصومال، لكنه يحاول الهرب من الديون، كباقي اللاجئين في المخيم.
وأضاف زاهي: "الطعام لا يكفي لشخص واحد، وعندما جاءت التخفيضات الغذائية، اضطررنا إلى ديون تراكمت منذ أكتوبر 2017".