
كشفت مصادر صحافية بريطانية عن تورط الحرس الثوري الإيراني، الذي يمثل أكثر القوات النظامية ولاءً للسلطة، في اختلاق فيديوهات مُفَبرَكة للتظاهرات الشعبية؛ وذلك بهدف توجيه المعارضة بعيداً عن المرشد الإيراني الأعلى، "علي خامنئي"، وتصويرها على أنها ضد الرئيس حسن روحاني.
وقالت صحيفة "التايمز" إنه يُشتبه في تصوير شركة لإنتاج الأفلام أنشأها الحرس الثوري لمحتجين حقيقيين، وبث فيديوهاتهم على الإنترنت، وجعل شكاواهم تبدو وكأنَّها مُوجَّهة ضد روحاني بدلاً من المُرشد.
ونقلت الصحيفة عن نرجس باجوغلي، وهي أكاديمية إيرانية بجامعة براون الأميركية، قولها: إنها رصدت "بصمة المنتجين الإعلاميين التابعين للنظام" على فيديوهات للمحتجين، الذين يتحدَّثون عن المصاعب الاقتصادية التي تحمَّلوها وكيف أنَّهم يُحمِّلون روحاني المسؤولية.
وعبرت باجوغلي عن اعتقادها بأن الحرس الثوري "بدأ حملةً إعلامية جديدة ضد روحاني، مشيرةً أن هذا قد يُمثِّل انتقاماً من انتقاداتٍ سابقة وجَّهها الرئيس لمقدار الأموال التي ينفقها النظام على المؤسسات شبه الحكومية، والتي لا تخضع للمساءلة، واستُخدِمَت للترويج لسياسات النظام خارج نطاق سيطرته.
مع ذلك، عبَّر الكثير من المحتجين الذين شاركوا في المسيرات الحاشدة عن غضبهم من خامنئي وملالي البلاد الذين حكموها بقبضةٍ حديدية لعقود.
ويعد الحرس الثوري بمثابة القوة الضاربة التي تقود توسع الإمبراطورية الإيرانية، ويترسخ نفوذه في مناطق عديدة بالشرق الأوسط، إلا أن خلافاته الأخيرة التي بدت أنها تتصاعد مع روحاني جعلته يواجه تحدياً غير مسبوق.
وقُتل 50 متظاهراً خلال الانتفاضة الشعبية التي عمت إيران خلال الأيام الماضية، فيما اعتقل النظام 3000 شخص، وحمّل حسين داعي الإسلام، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان، المرشد علي خامنئي وقادة قوات الحرس الثوري وغيرهم من رموز النظام، مسؤولية سقوط هؤلاء الضحايا.