هي فضيحة مكتملة الأركان، لطرفين التقيا على ركنين: أولهما خداع كل منهما لجمهوره بادعاء عداوة لا وجود لها؛ والحقد على الإسلام (السني!!).. ومصدر الفضيحة غربي 100 % وموثق 100% !
حماية أمريكية لمخدرات "نصر الله"
كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية في تحقيق استقصائي أن مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عرقلوا برنامج تحقيقات إدارة مكافحة المخدرات الأميركية الذي بدأ تحت اسم "كاساندرا" منذ عام 2008 وشارك فيه 30 جهازاً أمنياً أمريكياً وأجنبياً، حول نشاطات شبكة إجرامية تتبع حزب الله اللبناني، تعمل في تهريب الكوكايين والأسلحة وغسل الأموال.
وقبل متابعة التفاصيل المثيرة، ينبغي الوقوف عند دلالات الحدث الكبير وهي بلا مواربة:
1- أن حزب الله ينشط في مجال الجريمة المنظمة في الخارج بما في ذلك أراضي الولايات المتحدة الأمريكية. وأن هذه النشاطات المزرية من مصادر تمويل الحزب صاحب السجل الإجرامي وخاصة في سوريا والعراق.. فأين مزاعم نصر الله عما يسميه: المال "الطاهر"؟
2- أن أعلى سلطة تنفيذية في الولايات المتحدة تدخلت لحماية منظمة إجرامية تسعى لزعزعة الأمن القومي الأمريكي. وهذا شديد الخطورة لأنه لم يقع من قبل في تاريخ أمريكا كله.. صحيح أن واشنطن تمارس سياسات إجرامية من قلب أنظمة الحكم إلى رعاية عصابات إجرامية، لكنها سياسات "تخدم" أطماع العم سام ومصالحه على حساب القيم والمبادئ وفوق أنقاض شعوب أخرى!! لكننا اليوم أمام رعاية مباشرة لشبكة تعيث فساداً في الداخل الأمريكي لأول مرة..
والأكثر إثارة للريبة أن المألوف في السياسة الغربية النفعية " الميكيافيلية" بعامة، أن يتخلى الراعي الغربي عن العصابات التي يسخرها لإثارة الاضطرابات في بلدان أخرى، بمجرد انتهاء مهمتها أو انكشاف أوراقها...
3-سقوط خرافة العداء المزعوم بين " الشيطان الأكبر" و "ركن محور الشر" بحسب التضليل الإعلامي الذي استمر منذ ثورة الخميني 1979 م حتى الوقت الحاضر!
بداية الأسئلة الشائكة
جاء نشر تقرير الصحيفة كأنه قنبلة شديدة الانفجار في واشنطن.. فكتب عضوا مجلس النواب جيم جوردان ورون ديسانتيس، الممثلين لولايتي أوهايو وفلوريدا، بالمجلس رسالة عاجلة جداً إلى النائب العام جيف سيشنز، ورد فيها أن "إدارة مكافحة المخدرات الأميركية بدأت في مشروع "كاساندرا" حملة ملاحقة ضد شبكة حزب الله، المسؤولة عن نقل كميات كبيرة من الكوكايين في أميركا وأوربا، لكن المسؤولين الحكوميين الأميركيين المشاركين في المشروع اتهموا إدارة أوباما بوقف تلك الجهود ضد حزب الله، بما في ذلك منع ملاحقة الشخصيات الرئيسية في هذه الشبكة العالمية واعتقالها ".
وطلب النائبان من النائب العام أن يزود مجلس النواب في موعد أقصاه يوم 8 يناير المقبل، بجميع الوثائق والرسائل المتعلقة بالقضية، بما في ذلك مجموعة كاملة من المعلومات عن "مشروع كاساندرا" و"عملية تيتان" و "عملية بيرسيوس" و " البنك اللبناني ـ الكندي "وشخصيات من شبكة "حزب الله" متورطة بالقضية كـ " عبد الله صفي الدين و أيمن جمعة ووليد مقداد و" هوغو كارفاهال.
وبحسب بوليتيكو: نجح الضباط المشاركون في التحقيق الضخم في تحديد شحنات الكوكايين التي تنقلها شبكة حزب الله اللبناني من أمريكا الجنوبية إلى إفريقيا وأوربا والشرق الأوسط، ومن فنزويلا والمكسيك إلى الولايات المتحدة. كما تتبعوا مسير الأموال القذرة التي تم نقلها عن طريق شراء السيارات المستعملة في أميركا وبيعها إلى دول في إفريقيا.
لكن بعد ثماني سنوات-أي:في مرحلة وصلت فيها الأبحاث السرية للغاية إلى نقطة حاسمة، وكان قادتها يحتاجون إلى تراخيص قانونية وتعاون من وزارة العدل والخزانة الأميركية- عرقل مسؤولو إدارة أوباما كل التحقيقات.
ورفضت وزارة العدل في إدارة أوباما، طلبات فريق التحقيق الشروع في محاكمة المتهمين الرئيسيين في القضية، بما في ذلك الممثل البارز لحزب الله في إيران، وبنك لبناني متهم بغسل الأموال بلغت مليارات من الدولارات ومتصلة بشبكة الاتجار بالمخدرات، وكذلك قيادي بفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني موجود على الأراضي الأمريكية. كما رفضت وزارة الخارجية التعاون في إيصال المستهدفين المهمين إلى البلدان التي يمكن فيها اعتقال المتهمين بشكل قانوني.
صفقات للنظام السوري!
ويمضي تقرير بوليتيكو ليكشف أن واشنطن رفضت ممارسة ضغط لاستلام، تاجر أسلحة "حزب الله" اللبناني، علي فياض، والذي يتخذ من أوكرانيا مقرا له والذي نقل كميات كبيرة من الأسلحة إلى سوريا، ويعمل لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كمورد رئيسي للأسلحة إلى سوريا والعراق، وعندما اعتقل فياض في براغ في ربيع عام 2014 واحتجز مدة عامين هناك، رفض المسؤولون في إدارة أوباما ممارسة ضغط جدي على الحكومة التشيكية لتسليمه إلى الولايات المتحدة.
وجرى ترحيل فياض إلى بيروت، بالرغم من اتهام المحاكم الأمريكية له رسمياً بالتخطيط لقتل موظفين حكوميين، وتوفير الدعم المادي لمنظمة إرهابية (حزب الله) ومحاولة الحصول على صواريخ مضادة للطائرات ونقلها واستخدامها لصالح المنظمة الإرهابية. وعاد فياض إلى أنشطته الإجرامية بما فيها تسليح الميليشيات الشيعية التي تساعد النظام السوري ضد شعبه الثائر.
وأفاد أعضاء ببرنامج "كاساندرا" أن المسؤولين بإدارة أوباما أوقفوا الجهود الرامية لاعتقال عناصر كبيرة من حزب الله، من بينهم الملقب بـ"الشبح" المتهم بشحن الكوكايين إلى الولايات المتحدة وشحنات أسلحة إلى الشرق الأوسط، فضلا عن كونه المورِّد الرئيسي للأسلحة التقليدية والكيميائية التي استخدمها النظام السوري ضد السوريين.
بصيص ضوء جرى طمسه
من المفارقات المريبة أن شبكة Cnn الإخبارية نشرت على موقعها في الشبكة العنكبوتية بتاريخ 2/2/2016 خبراً قصيراً جاء فيه: بدأت التحقيقات ضمن "مشروع كاسندرا" في فبراير/شباط 2015، وقد اكتشفت التحقيقات تحويل مبالغ مالية ضخمة من قبل أشخاص وشركات على صلة بحزب الله اللبناني إلى كولومبيا، وجرت الكثير من تلك العمليات عبر لبنان، الأمر الذي اكتشفته أجهزة أمن أوربية بالتعاون مع نظيرتها الأمريكية.
وبحسب البيان الأمريكي فإن "مشروع كاسندرا" اعتمد بشكل كبير على التحقيقات المرتبطة بقضية سابقة تتعلق بفضائح مالية تتعلق بـ"البنك اللبناني الكندي" الذي سبق أن ربطته تحقيقات أمريكية بعمليات تمرير أموال لصالح "حزب الله".
وأضافت: كشفت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية عن عملية دولية أسفرت عن اعتقال أفراد شبكة تابعة لحزب الله اللبناني متورطة في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين الدولارات بهدف تمويل عمليات إرهابية في لبنان وسوريا.
وقال رئيس إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية بالوكالة، جاك ريلي، في بيان له حول العملية إن الاعتقالات استهدفت "قسم تابع لحزب الله يتولى تأمين عائدات مالية وتدفق أسلحة لحزب الله من أجل هجمات إرهابية مدمرة حول العالم" على حد تعبيره.
ولفت البيان إلى أن العملية جرت في سبع دول بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا، وشهدت اعتقال أربعة أشخاص حتى الآن، مع توقع حصول المزيد من التوقيفات نتيجة للتحقيقات التي بدأت في فبراير/شباط الماضي. وتشير خيوط القضية إلى أن عناصر حزب الله يعملون في تهريب كوكايين بقيمة ملايين الدولارات لصالح شبكات المافيا بجنوب أمريكا "كارتيل" إلى أمريكا وأوروبا.
ويقوم العناصر بعد ذلك بتحويل الأموال إلى حزب الله الذي يموّل بها عمليات تسلحه وقتاله في سوريا التي أرسل إليها آلاف المقاتلين لدعم النظام السوري. ويتلقى الحزب تمويلا ثابتا من إيران إلى جانب الأسلحة، ولكن التحقيقات تشير إلى أن الكثير من العوامل فرضت عليه تعزيز شبكة علاقاته مع شبكات الجريمة المنظمة للحصول على المزيد من الأموال.