أنت هنا

5 ربيع الثاني 1439
المسلم ـ متابعات

شهد العام 2017 تحقيق اليمين المتطرف في أوروبا نتائج تاريخية؛ خاصة في فرنسا وألمانيا والنمسا وهولندا، حيث يسرع نجاح الأحزاب الشعبوية المشككة في البناء الأوروبي والمعادية للهجرة إعادة تشكيل المشهد السياسي في القارة.

 

فقد حل حزب الحرية الهولندي بزعامة خيرت فيلدرز في مارس الماضي ثانيا، وبات أكبر قوة في البرلمان الهولندي خلف الليبراليين بـ20 مقعدا من أصل المقاعد الـ150، مضيفا إلى رصيده خمسة نواب.

 

وفي فرنسا، تأهلت رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان للجولة الرئاسية الثانية في الربيع مع مضاعفة عدد الأصوات التي حصل عليها والدها مؤسس الحزب جان ماري لوبان قبل 15 عاما.

 

وحصلت مارين على 33.94% من الأصوات، في وقت سبق لأبيها أن حصل عام 2002 على 17.79%، مقابل 82.21% وقتها لجاك شيراك في الدور الثاني.

 

وكانت الصدمة الأخرى في الانتخابات التشريعية الألمانية في سبتمبر الماضي مع اختراق غير مسبوق حققه حزب بديل لألمانيا ودخوله البوندستاغ مع 12.6% من الأصوات، مقابل 4.7% قبل أربع سنوات.

 

كما أنهى حزب الحرية النمساوي، الأقدم بين حركات الأسرة اليمينية الأوروبية، الموسم الانتخابي مقتربا من سجله القياسي يوم 15 أكتوبر المنصرم مع 26% من الأصوات، ونجح في الوصول للحكم ضمن ائتلاف مع حزب المحافظين النمساوي.

 

وبحسب الخبراء، فإنه رغم اختلاف التجارب في كل بلد، فإن نجاح اليمين المتطرف يرجع بشكل عام إلى تركيزه على قضايا انعدام الأمن والهجرة و"الإرهاب" والتقلبات الاقتصادية، وهي قضايا تدغدغ مشاعر فئات من الرأي العام المتخوف من المستقبل، والذي يعتقد بأن الآخر هو الجحيم، على بساطة الفكرة وسذاجتها.

 

وفي خطوة لتأكيد تقدمها وقوتها المتنامية، عقدت أحزاب أوروبية متطرفة اجتماعا هاما لها بالعاصمة التشيكية براغ يوم 16 ديسمبر/كانون الأول 2017، حضره كل من مارين لوبان وخيرت فليدرز، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث نظمت مظاهرات ضد كره الأجانب بتزامن مع انعقاد اللقاء.

 

وشارك في اللقاء -الذي رفع شعار "من أجل أوروبا للأمم ذات السيادة"- لورنزو فونتانا من رابطة الشمال الإيطالية، وغيورغ ماير من حزب حرية النمسا، والبلجيكي جيرولف أنيمانز، والبولندي ميشال ماروسيك، وماركوس بريتسل من حزب بديل لألمانيا، وجانيس أتكينسون التي كانت عضوا في "حزب استقلال المملكة المتحدة" (يوكيب).