كلمة المسلم
بعد ما يقرب من سنتين من عمر الثورة السورية، بموازاة جرائم عصابات الأسد الوحشية في حق سوريا شعباً ودولة وبنية تحتية وفوقية، قرر ما يسمى " المجتمع الدولي" مغادرة مقاعد شهود الزور الذين يكتفون بتوجيه لوم لفظي للطاغية، ليحتلوا مقعد النصير الحقود لنيرون الشام ضد شعبه الأعزل الذي يتآمر العالم كله عليه إرضاء لليهود الذين برع الولد بعد أبيه في حماية احتلالهم للجولان السوري المغصوب.
اعترت الفترة التي سبقت المرحلة الأولى من الاستفتاء أحداث متنوعة أفضت إلى اختصار المدة المتاحة للتسويق لنعم، حيث إن قصر المدة رغم وقوع تأثيره على الطرفين، إلا أنه يصب في الاتجاه التصويتي لـ "لا" لاعتبار أن فريقها يعتمد أكثر على الدعاية السوداء بالفضائيات التي تنتمي إلى فريق لا، أو الفلول في معظمها.
وضع الصوماليون أمام خيار صعب خلال السنوات الماضية ما بين تحقيق قدر من الاستقرار مع وجود قوات أجنبية تحت مظلة "القوات الإفريقية/أميصوم" أو الاستمرار في قتال طويل بين القوات الإفريقية والصومالية الحكومية من جهة، وقوات شباب المجاهدين، وحينما يكون الخيار بين وضع تفتقد فيه الشعوب "السيادة" على بلدانها، ويحظى الأجانب بنفوذ كبير فيها، وبين حالة
قبل سنة ونصف سنة، كانت حشود المحتجين السوريين، ترفع في مظاهراتها شعارات تقول بالكلمات المكتوبة وبالحناجر: نريد حماية دولية!! ثم اختفت تلك الشعارات وحل محلها تقريع للذين يزعمون أنهم مع ثورة السوريين لكنهم في الواقع لا يفعلون شيئاً لمواجهة المذابح التي تحل بهم كل يوم
بينما الائتلاف الوطني مشغول بالتوصل إلى طريقة لتسويق انخراطه –عرف أم لم يعرف-في مؤامرة الأمم على الثورة السورية النبيلة، جاءت المفاجأة من الشارع السوري الداخلي الذي ما زال يدهش الجميع بارتفاع مستوى وعيه وقدرته على قراءة الخبايا
مسيرة على كل صعابها وأهوالها لم تطل كثيراً؛ فما بين ما كان يكتبه الأمين العام للرابطة في كتابه "رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية" مستبشراً بقرب النصر والتمكين، وبين رؤية تحرر جزء غالٍ من أرض فلسطين لم يكد يمضى سوى اثني عشر عاما حتى صارت الأحلام حقيقة، وصار كاتبه يخطب على منبر العمري بغزة ذاتها! فالمسجد هو مصنع هذه البطولة، وإليه تعود
صورة التقاتل في الشوارع، والتراشق السياسي في وسائل الإعلام، والتناحر في المؤتمرات العامة في مصر لا يعبر ضمنيا عن حقيقة الصراع الدائرة في البلد العربي الكبير؛ فكل الاختلافات الظاهرة تخفي خلفها مشكلة أكبر قد لا تكون لها أي علاقة بالمعلن من الخلاف..بطبيعة الحال، ثمة مشكلة معلنة عن الإعلان الدستوري، وعن الجمعية التأسيسية، وعن الدستور الذي سيبدأ
كأن الأمة الإسلامية لا يكفيها الابتلاء بورثة المجوسية البائدة، الذين يقيمون في هذه الأيام طقوسهم الشركية وتحريضهم على قتل المسلمين جماعات وفرادى، باسم الحزن المفترى على الحسين بن علي رضي الله عنهما، حتى قامت "عاشوراء"أخرى توازيها في مصر الكنانة، حيث التقت أحقاد ومكاسب تجار السياسة...
ما الذي تبدل حتى أصبح موضع المفاخرة بالصدق النادر والكذب الشائع، أصبح محل سخط وإنكار عاجل، ممن ظلوا يفترون على الله الكذب فيزعمون أنهم "محور الممانعة والمقاومة
إن معايير الانتصار لا تقاس بنتائج آنية للحرب، وإنما بعدها الاستراتيجي الواضح، وما اتضح هو في الأخير، أن المقاومة صاعدة، بدليل قدرتها على تطوير منظومتها الصاروخية ونقلها من حيز الهواة إلى الاحتراف، واحتفاظها بمخازن محصنة لتلك الصواريخ، وقدرة تمويهية ملحوظة، وأن "إسرائيل" متراجعة، حتى في قدراتها العسكرية التي أخفقت في صد حجارة السجيل.
وضعت معادلة الرعب، وارتأى الصهاينة أن عليهم الاحتماء من الصواريخ بالولايات المتحدة، وحتى مصر التي ينتمي رئيسها إلى جماعة الإخوان المسلمين، فجعلت تتسول هدنة تبدو أنها باتت قريبة بوساطة مقدرة هذه المرة من مصر، وغيرها، لا لكونها تمثل
ما الذي فعله مجرمو ميانمار المتعصبون لبوذيتهم الوثنية إلى حد استئصال أقلية مسلمة مظلومة أصلاً،لكي يكافئهم الغرب بانفتاح سريع ومتلاحق الخطوات بدرجة تثير الارتياب في نفس أشد الناس برودةً وحياداً،ولا سيما أن التطبيع المريب جاء بعد سنوات من الهجاء الغربي لحكام هذا البلد الذي كان يحمل اسم ( بورما)، وتحريض إعلامي عليهم وتضييق اقتصادي على دولتهم؟
إن محنة إخوتنا الأكراد مع القيادات المفروضة عليهم ليست خاصة بهم، فأكثر الشعوب الإسلامية ابتليت مثل الكرد بزعامات لا ترجو لله وقاراً فهي من صناعة أعداء الأمة ولا تعمل إلا لحسابهم ضد هوية أهلها ومصالحهم الراهنة والمستقبلية.
الأهم ثالثاً، هو أن ما يفاخر به ليبراليونا لا يجدون أنفسهم قادرين على اللحاق به أو الاقتداء به؛ فهم منتوجات تسلطية استبدادية ورثت أنظمة تشابهها في الرغبة في الإقصاء والانفراد، ولكن بشكل أكثر "أناقة"، وهذا بحد ذاته معيب، ويستأهل أن يخجل ليبراليونا من الانتخابات الأمريكية عوض أن يطالبوا غيرهم بتقليدها.
تنتظر سوريا تغييرا واضحا في زاوية مسارها نحو التحرير هذه الأيام؛ فمع جمود الموقف السياسي للنظام وحلفائه، بدا أن أرض الشام على موعد مع جديد مصيري.المحيط من حول سوريا يتغير بالترافق مع التغير الميداني لاسيما في شمال البلاد، والسيناريو المعد خارجياً للتعامل مع الأزمة السورية يحتاج من صانعيه إلى إعادة ترسيم؛ فلقد جرى العرف في التعاطي مع النظام السوري
آلام، لكنها بالفعل كما يقول فضيلة د.ناصر العمر، هي "محاضن الآمال"؛ فالسهم الإسلامي قد غادر القوس كطلقة، وها هو الربيع العربي قد صار إسلامياً بجدارة، وما تطيره الأنباء من مصر وتونس وليبيا يحمل مبشرات الخير.. "والله غالب على أمره"
برغم كل ما نألم له فإننا نرى المؤشر صاعداً، والأمة كلها إلى ارتفاع..
الاغتيال كان اختبار قوة، ليس على صعيد العنف وحده، وإنما أيضاً كسجال سياسي، وقادة السنة لم يكونوا فيه على المستوى المطلوب، مع أن الشارع السني يبدو كل يوم أقدر على معرفة بوصلته جيداً، وقد بدا أنه آخذ في بلورة قيادته الجديدة مع مر الزمن خارج الأطر التقليدية، والأسر السياسية العريقة، وسوف يكون لها فرصة أكبر لتعود بالأكثرية السنية فاعلاً أساسياً
ليس في العنوان خطأٌ مطبعي مثلما يبدو للوهلة الأولى، لأن المأمول لدى كل إنسان ذي ضمير هو أن يتداعى الشرفاء لنجدة الشعب السوري من جنون نيرون الشام، الذي فاق في طغيانه سائر الطواغيت في تاريخ أبناء آدم منذ القِدَم حتى اليوم.صحيح أنه حلم يقظة لكن مرارة الواقع توحي به
اندلعت بمصر عدة معارك متتالية أرخت بظلالها الكئيبة على المشهد المصري في أعقاب العديد من الإنجازات المحسوبة لحكم الرئيس محمد مرسي، كان أبرزها معركة ميدان التحرير الجمعة، وقبلها تداعيات تبرئة المتهمين فيما عرف باسم "معركة الجمل" التي اندلعت بين بلطجية ومنسوبين لجهاز أمن الدولة
بعض التيارات الفكرية من جهتها لا تتشجع كثيراً للدفاع عن مواطنيها لاعتبار أنهم ـ بنظرهم ـ "إرهابيون"، وهو موقف غير كريم حيث إن فكرة "المواطنة" التي تقدسها تلك التيارات، و"الدولة الوطنية" التي تنادي بها تفرض على هذا التيار وغيره الاحتجاج على إجراءات استثنائية تمس مواطنين سعوديين