بيوت مطمئنة
نحتاج للقيام بالعملية التربوية الصائبة الدقيقة أن نبدأ بشكل منهجي علمي , كما نحتاج إلى دقة متناهية في اختيار الوسائل والأساليب المتناسبة مع كل شخصية على حدة , ولقد أسس الإسلام منهجه التربوي العظيم بشكل يناسب كل إنسان مهما كانت صفاته , فقط نحتاج معه للبحث والتدبر في أعماقه ومعانيه لنصل إلى حل لكل مشكلى تربوية وعلاج لكل مرض عند أبنائنا ..
لا شك أن تنمية مهارة الملاحظة لدى الآباء هي من أهم وسائل نجاح عملية التربية، وعلى الرغم من تسارع وتيرة الحياة في عصرنا الحالي ؛ فإن مسئولية الآباء عن أطفالهم ينبغي أن تحظى بالأولوية القصوى. فكم من أسرة في عالمنا العربي والإسلامي تغفل عن ملاحظة التغير في سلوك أطفالها سواء داخل البيت أو خارجه
وفي خضم ذلك السيل من الصراع التكنولوجي والثقافة المعلوماتية، لم يعد من المستغرب ظهور جيل جديد في بيوتنا من أطفال في عمر الزهور يفهمون أحدث التقنيات ويتطلعون لمعرفة المزيد، بل وينبغون في تعلم واستخدام التطبيقات الحديثة والمعقدة، وهو أمر محمود في مجمله ولكنه ينطوي على أخطار قد لا تكون جلية الوضوح، ولكن من الحكمة مراعاتها لنحظى بجيل واعٍ تحميه قيمه الإسلامية السامية ورعاية أبوية رشيدة.
بينما دمعات المؤمنات في البيوت تتساقط حزنا لعدم قدرتهن اللحاق بركب الحجيج هذا العام , فإن دمعات أخري صادقة تذرف من مؤمنات أخريات يلبسن ثياب الإحرام ويرفعن أصواتهن بالتلبية في نوع خاص من الجهاد أمر به النبي المرأة , جهاد تتشرف به المؤمنة , بينما هي في أماكن كثيرة من أقطار الإسلام تحاول بناء اجيال جديدة يملؤها الإيمان , وعلى الجانب الآخر فهناك دمعات منتظرة ينبغي ان تذرف على نساء أخريات فقدن أبناءهن وأزواجهن
إخلاص العبادة لله تعالى وحده شرط لقبولها، وذلك بأن تكون أعمال العبد كلها لله تعالى من صلاة ودعاء وطواف وسعي وغير ذلك من أقواله وأفعاله ونفقاته، بعيداً عن الرياء والسمعة، لأن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، كما قال تعالى: (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ))
التشريع الإسلامي قد أوجد نظاما متكاملا للتربية الجنسية في حياة الفرد منذ الطفولة وحتى اكتمال الرشد وبناء الأسرة المسلمة ، ويقوم ذلك النظام على عدة أسس من أهمها :
يمتلىء النظام التشريعي الإسلامي وكتب الفقه بكثير من الأمور المتعلقة بالتربية الجنسية ، ولكننا هنا اختصارًا للمساحة اخترنا الملامح الأهم ، والمتعلقة بشكل مباشر بموضوعنا الأساسي.
إن الطفل الذي كان بالأمس يحمل ذاكرة صافية نقية، بريئة من كل ذنب أو ظلم أو سوء أو أذى، صار اليوم كبيرا يحمل بداخله سجلات الماضي، سيشعر حينها بوجع الألم الذي نشأ بداخله صغيرا، وسيعيشه مرة أخرى بنفس الإحساس، بل أشد منه لأنه إحساس ناضج كبير، كما سيشعر في الوقت نفسه بفرحة النشوة، وابتسامة تشرق وجهه كما أشرقت في الماضي وهو صغير، وبمرح النفس لما تشدو وتنعم، مزهوة بأثوابها البيض التي كستها لحظات الترف والسلوى وزينتها أيام الأعياد..
إذا كانت دورة حياة الأسرة في المجتمعات الغربية تنتهي في اللحظة التي يبلغ فيها الأبناء مبلغ الكبار ويغادرون بيت الأسرة ليستقلوا عن سلطة الوالدين فإننا نجد أن مسئولية الآباء تجاه أبنائهم تستمر في الأسر العربية حتى سن زواج الأبناء وتتعدى بالنسبة للإناث حتى بعد الزواج بل إن مسئولية الأجداد وارتباطهم بالأحفاد واضحة جداً في غالب البلدان..
والأسرة كجماعة تربوية صغيرة لها تاريخ طبيعي يمكن معرفته واستشراف مستقبله ولها مراحل ترتبط بالتغير المستمر في حجمها ووظائفها وأدوار أعضائها والسن التي تبدأ عندها وعدد الأبناء وغيرها من الظواهر والعلاقات التي ترتبط بكل مرحلة من مراحل التغير التي تمر بها الأسرة بما تشتمل عليه من حاجات بيولوجية وشخصية وثقافية ومادية
وفي حين تشترط الأديان السماوية جميعها – اليهودية والمسيحية والإسلام - أن تكون العلاقة الأولى بين الزوج والزوجة علاقة مشروعة بعقد يسمح به الدين ويشهد عليه المجتمع , فإن مجتمعات مختلفة – غربية وشرقية - منها ما يدين بالمسيحية أو اليهودية أو الوثنية , تسمح مجتمعاتها أن تبتدئ تلك العلاقة بشكل آثم دينيا , وتسمح أعرافها بجعل عقد الزواج متأخرا عن العلاقة الجسدية بين الزوج والزوجة .
وقد أفرد العلماء والباحثون بحوثا ومؤلفات عديدة حول الأسرة ودورها ووظائفها وما يتعلق بها , ونحاول في بحثنا هذا المختصر بيان أهم محاور التربية الأسرية مع تسليط الضوي على التربية الاسرية الإسلامية وأهم ما يحتاجه البناء الأسري للنجاح في عمليته التربوية وأهم الوسائل التي يستطيع بها التغلب على التحديات المعاصرة والمنتظرة ..
كان وجهها شاحبا تعلوه صفرة خفيفة، وقطرات تبلل جبينها، سألتها: هل أستطيع أن أساعدك بشيء؟ أم أنك ترغبين بأن أتصل بأحد أفراد أسرتك؟ ولكنها لم تجبني، فكررت عليها سؤالي، إلا أنها كانت سابحة في عالمها، شاردة الفكر، وكأنها لا تسمع صوتي، ولا تنتبه لوجودي...
أؤمن بمقولة أن لكل طفل موهبة في مكان ما بنفسه ، من خلالها يستطيع التحليق في سماء الإبداع ، والمهمة هنا تكون في اكتشاف تلك الموهبة وإثرائها ، وتوجيهيها نحو الخير والنافع له ولأمته ( الإبداع ). فلقد أثبتت الدراسات الحديثة أن نسبة المبدعين من الأطفال من سن الولادة حتى سن الخامسة تصل إلى 90% منهم
كنا أطفالا صغارا نحمل بين أناملنا قطع الحلوى، لا نعرف إلا متعة اللعب. نراقص الدمى ونلقي بالكرات الملونة أمامنا تتدحرج، فتهزنا النشوة والفرحة ولا نكترث لغضبة أحد . تذوقنا معنى الحرية وارتشفنا قطراتها الندية، كانت أقدامنا تتحرك بخطى بطيئة، حافية على بساط الأرض، نحبو وبأيدينا نصفق
أكثر من 800 ألف مسلم في استراليا يواجهون خطر شراسة الإعلام الصهيوني الذي يستعدى الحكومة الاسترالية ضد الأقليات المسلمة في تلك القارة الحديثة. وعلى الرغم من ذلك فان الأقليات المسلمة في استراليا تحاول مواجهة هذا التحدي , بعد أن طالبت الحكومة الاسترالية بأن تتاح لها فرصة الحضور الإعلامي على القنوات الرسمية
غالب الآباء عندما يعمدون لمعاقبة أبناءهم على سلوك ما , يحرصون على الإيلام والتغليظ في العقوبة , رغبة منهم أن تكون عقوبة رادعة لأبنائهم مما ارتكبوه من أخطاء هي في رؤيتهم فادحة كبيرة لا يمكن التغاضي عنها ..
غالبا ما يتضمن العقاب أذى قد يقع على الأولاد , سواء بدني أو ربما يصحبه أذى لفظي ايضا ..
كثيرا ما نسمع شكاوى من الأمهات والأباء معًا حول كون طفلهم أو طفلتهم كثير الحركة أوالنشاط ، مما يسبب لهم مشاكل بداخل البيت وبالخارج ، ويمنع الطفل أيضًا من التواصل مع أقرانه ؛ أو التفاعل الاجتماعي مع الأقرباء والأصدقاء نتيجة لصخبه وكثرة حركاته
وحين يزداد الطين بلة وتصل الطامة الكبرى إلى أن نسمع عن جرائم قتل حقيقي متعمد للأبناء على أيد ملوثة خاطئة من آبائهم - مهما كان مبررهم إن كان لهم مبرر من الأساس - حينها ندرك يقينا أننا نسير بخطى مسرعة إلى الهاوية وندرك أن العالم العربي والإسلامي يحتاج إلى جهد خارق لا يكل ولا يمل من المربين والعلماء ليتداركوا ما تبقي للأمة من أخلاقها وقيمها ومبادئها .
يجب ألا يشعر الطفل بأن والديه قد يئسا من تكرار مظاهر الخوف لديه ، وأنهما غاضبان من تصرفاته تلك ، بل يجب أن يعملا على غرس مشاعر الأمن في نفسه ؛ بتعاطفهما معه وإظهار ذلك في تصرفاتهما . و أذكر الوالدين بأن الأمان إن لم يجده الطفل داخل الأسرة ، فلن يجده في أي مكان أخر .
تناولنا في الحلقات السابقة تعريفا للمشكلة مع عرض لبعض العوامل التي تسهم في ظهورها ، وعرض لبعض مظاهرها ، وبعض الآثار المترتبة عليها ، ثم عرضنا لنماذج من معاناة من اكتوى بنار تلك المعاكسات ، ونختتم مقالتنا بهذه الحلقة والتي تتناول بعض الإرشادات للذين يتولون المساهمة في علاج وتأهيل من عانى من هذه المعاصي
استفقت ذات يوم على ما لم أكن أتصوره أو تتوقعه في يوم من الأيام ، إنه زوجي الذي أحبه ، بعد زواج استمر خمسة عشر عامًا ، يتكلم في الهاتف مكالمات غريبة ؛ همسات...، ضحكات... ، عبارات حب ملتهبة.. ، يأخذ تليفونه المحمول حيثما اتجه ، يضعه تحت رأسه عند نومه... ، يسهر كثيرًا.. ، يسرح كثيرًا.. ، يبتعد عني شيئًا فشيئًا ، حتى صار هذا ديدنه
تأثيرها السلبي على أمن المجتمع ، لما يصحب هذه الجرائم من أخلاقيات شاذة ، تنتج أمراضاً اجتماعية وربما عقلية ، وربما كان من آثرها استعمال المخدرات ، والذي ينجم عنه الاعتداء على الحرمات ، وعلى الأهل ، وربما ينجم عنه الانتحار .
إن موضوعا بهذه الخطورة يمس الدين والعرض والأسرة والمجتمع ، لا يمكن تناوله بصورة وافية وشاملة في مقال واحد ، ولذا سنتناوله بعدد من الحلقات ، حيث تتناول الحلقة الأولى مقدمة وتعريف للمشكلة ، وعرض لبعض العوامل التي تسهم في ظهور المشكلة والتي بلغت ثلاثين عاملا ، في حين نتناول في الحلقة الثانية مظاهر هذه المشكلة ، وتم حصرها في أحد عشر مظهرا ، وبعض الآثار المترتبة عليها والتي اختزلت في سبع وعشرين أثرا ، بينما تقتصر الحلقة الثالثة على عرض لنماذج من معاناة من كان طرفا فيها
ونجد الوالدين لا يلقون بالاً لتلك الخطوط والرسوم ويعتبرونها مجرد ( شخبطة ) لا تستحق الاهتمام ، وهنا ننبه إلى أنه يجب على الوالدين ألا ينظر إلى رسوم الطفل بشكل مطلق أو يقارنها برسوم البالغين أو درجة قربها من الواقع ، وإنما بتميزها عن أقرانه في نفس العمر ، أي أن تتوافر في تلك الرسوم عاملين وهما ( الجدة / و التميز ).
من الهام أن نقوم بعملية التهذيب بأسلوب يغرس الشعور بالمسئولية من خلال تحفيز أطفالنا داخليًا لبناء ثقتهم بأنفسهم ومساعدتهم على الشعور بأنهم محبوبين , فإذا ما تمت تربية أطفالنا بهذا الأسلوب، فلن تكون لديهم أية حاجة للجوء إلى العصابات الإجرامية، أو إدمان المخدرات، أو الجنس للشعور بالقوة أو الانتماء.