إرشادات لمن يتولى علاج مثل هذه المشكلات
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على النبي المصطفى ، أما بعد ، فقد تناولنا في الحلقات السابقة تعريفا للمشكلة مع عرض لبعض العوامل التي تسهم في ظهورها ، وعرض لبعض مظاهرها ، وبعض الآثار المترتبة عليها ، ثم عرضنا لنماذج من معاناة من اكتوى بنار تلك المعاكسات ، ونختتم مقالتنا بهذه الحلقة والتي تتناول بعض الإرشادات للذين يتولون المساهمة في علاج وتأهيل من عانى من هذه المعاصي فنقول وبالله التوفيق :
إرشادات لمن يتصدى لعلاج مثل هذه الحالات :
إن الخيانة ، مسألة موجودة في مجتمعات المسلمين ، ولا ينكرها منصف ، وأن كانت ولله الحمد ليست ظاهرة اجتماعية في بلدي ، فعلى من يتصدى لحل المشكلات الأسرية توقع استقبال مثل تلك المشكلات ، وعليه أن يسعى لحل هذه المشكلات ما أمكنه ذلك ، مستصحبا فضل بذل المعروف ، وإعانة المحتاج ، وتفريج الكرب واحتساب الأجر من الله جزيل الهبات .
• أن يدرك أبعاد مثل هذه المشكلات الزوجية .
• الالتزام بالسلوك الإسلامي في محاورته وأسلوبه وتوجيهاته .
• اليقين بأن لكل مشكلة حل ، سواء توصل إليه أو عجز هو عن ذلك .
• تقديم الدعم والمساندة للمسترشد أو المسترشدة .
• محاولة التعرف على الأسباب الحقيقية للمشكلة وعدم إلقاء الأسباب على الزوج فقط .
• قد تكون هذه المشكلة مجرد مظهر لمشكلة أكبر أو أعمق أثرا في الحياة الزوجية فعلى من يتولى الإرشاد الأسري التحقق من ذلك .
• محاولة طرح أسباب مفترضة قد تكون وراء ظهور هذه المشكلة حين يحاول طالب الاستشارة تجاهل ذلك أو جهله له .
• تهوين المشكلة لدى المسترشد أو المسترشدة مقارنة بمشكلات أكبر وأعظم .
• تقديم عدد من البدائل لمعالجة المشكلة بعد الوصول للأسباب الحقيقية للمشكلة
• بث الأمل لدى المسترشد أو المسترشدة وتثبيت خلق الصبر والمصابرة ، بيان فضل ذلك عند الله .
• دعوة المتستشير أو المستشيرة لاستثمار وجود الأبناء بينهما ، وتخويفه على عرضه وفلذات كبده .
الـــــعـــــلاج :
إن اطِّلاع أو إطْلاع بعض الرجال والنساء على بعض تلك الأضرار والآثار للخيانة والتي قد يغفل عنها ، قد يدفعه للتخلي عن هذه العادة المحرمة .
أما طريقة إيصالها للخائن ، فتختلف من فرد لآخر ، وحسب تقويم شخصية ذلك الطرف للطرف الآخر ، وبالإمكان اقتراح أساليب أخرى ، غير ما سيرد مما يناسب الموقف ، ومن هذه الطرق والأساليب ما يلي :
1. التأكد من حصول الخيانة فعلا وليس مجرد ظن أو وهم .
2. محاولة ربط الواقع في المعصية بالله وتخويفه من سوء العاقبة .
3. تذكير الزوج أو الزوجة المبتلاة بشريك خائن بالحكمة من الابتلاء وقد يكون في ذلك خير لها ، حادثة الإفك وعليها بذل الجهد بالدعاء والصلاة والصدقة .
4. أهمية التأهيل النفسي لكلا الطرفين حين التوبة أو على الأقل تأهيل الطرف المشتكي .
5. معرفة الشخصية الخائن ليكون مدخلا لعلاجه وتقويمه .
ومن واقع تجربتي الميدانية في الإرشاد الأسري نجد أن الزوجة غالبا هي التي تعاني من خيانة الزوج وهي التي تشتكي ، ونادرا ما يمر علي الأزواج أو يتصلوا بشأن علاج أنحراف زوجاتهم ، إذ سرعان ما يعالجون ذلك بسلاح العاجز .. الطلاق .
من العلاجات التي قد تنفع - بإذن الله - ما يلي :
أن تحتوي المرأة مشكلتها بالحكمة ، ولا تأخذها العاطفة والغيرة والصدمة ، على مقابلة الخطأ بالخطأ كإهمالها لبيتها أو زوجها ، ولا ينبغي أن تشعر زوجها في البداية ، خاصة الزوج غير المبالي أو المبغض .
التأكد التام والوقوف على الدليل القاطع بأن زوجها فعلا واقع في هذه الخيانة ، قبل اتخاذ أي إجراء .
معرفة ما يستميل قلب الزوج فتتعلم ذلك وتتفنن فيه :سواء في ذاتها.. منزلها ..لباسها ..مكياجها ..تسريحة شعرها .. أثاث منزلها .. غرفة نومها .. الإضاءة .. الألوان .. فنون اللباس الخاص .. فنون الحركات الجنسية .. الخ.
أن تسعى إلى التجديد والتطوير في طرق تعاملها له في الاستقبال والتوديع ونحو ذلك .
أن تبحث عن بعض المواد التي تعالج مشكلة الخيانة وتجمعها وتنسقها ثم تتخذ بعض الصور المناسبة لتقديمها ومنها :
• تسليم تلك المادة - المتعلقة بمشكلة الخيانة - مكتوبة ، مصحوبة بكلمات جميلة ورقيقة .
• تقديمها مشافهة بأسلوب المحب المشفق .
• طباعتها وجعلها أما ناظريه على المكتب أو صالة الجلوس أو غرفة النوم .
• وضعها في جهاز الحاسوب أو الفيديو إذا كانت المادة مسجلة فيديو ، وتشغيله حينما يكونان مهيئين لمشاهدته .
• إسماعه تلك المادة عن طريق المسجل إذا كانت تلك المادة مسجلة على شريط صوتي ، كأن تجعل الشريط يعمل في المسجل ، كأنها تريد أن تسمع ، وهدفها من ذلك إسماع زوجها تلك المادة .
• إرسالها كرسائل قصيرة بالجوال ، بين الفينة والأخرى ، مصحوبة بكلمات رقيقة ، وكلمات وعظية مؤثرة ومختصرة .
• وضعها على سطح المكتب للحاسوب ، حين تكون المادة معدة بحيث تعمل على جهاز الحاسوب ، كملف مرئي (فلاش ، فيديو ، كارتون ، رسم كاريكاتوري) ، أو صوتي ، أو ملف (وورد) ، أو (بور بوينت ) ونحو ذلك .
• إسماعها زوجها في السيارة ، عن طريق مسجل السيارة ، إذا كانت تلك المادة مسجلة على شريط صوتي ، فتستأذنه في وضع الشريط في مسجل السيارة ، حين يكونان مسافرين لمسافة طويلة ، بحجة متابعتها سماع مادة هذا الشريط الذي قطعه ركوبها في السيارة ، وهي تقصد من ذلك إسماع تلك المادة لزوجها ، ويفضل أن تخرج ورقة وقلما ، وتسجل بعض النقاط للمتحدث كأنها فعلا هي المستفيدة من تلك المادة ... وهكذا .
إذا لم تنجح تلك الوسائل فيمكن الاتصال بخدمات الإرشاد الأسري الهاتفي الخيري ، وهي متوفرة في عدد من مدن السعودية وفي غيرها ، وإن لم تنجح أو لم يتيسر لها ذلك فلتبحث عن العاقل الحكيم ذكرا كان أم أنثى من أسرتها فتشركه أو تشركها عرض المشكلة وطلب الحل الأمثل .
ختاما نسأل الله تعالى أن يصلح النيات والأعمال إنه خير مسؤول سبحانه ، وصلى الله وسلم على خير الخلق وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين* .