بيوت مطمئنة
قد لا يدرك بعض الآباء قدر المهمة العظيمة التي يقومون بها عند تربية بناتهم , وقدر الرسالة السامية التي يحفظون بها القيم والأخلاق في المجتمع المسلم إن أحسنوا تلك التربية فضلا عن الأجر والثواب المرجوين لأنها قربى إلى الله سبحانه .
بوسعنا أن نقدر هذا الاهتمام الهائل بشأن المرأة وقيمتها عند النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ لم يؤثر عن أي مصلح أو حقوقي في العالم لا في الماضي ولا الحاضر أن أوصى بالمرأة وهو على فراش الموت أو وهو يقدم لأتباعه آخر وصاياه وكلماته وهو يغادر الدنيا
لاشك أن الظروف الاجتماعية الحديثة والمعاصرة قد ولدت من المشكلات المتراكمة ما أصبح معوقا كبيرا في سبيل الزواج , فظروف الفقر التي تمر بها كثير من المجتمعات وظروف الهجرة والاغتراب وظروف التوجيه الثقافي السلبي وغيرها قد أدت إلى مشاكل متعددة في رؤية الزواج ومسارات السعي إليه
تختلف نظرة الناس للوفاء بين الزوجين عند نظرتهم لقضية التعدد فمعظم الرجال يتعاملون مع التعدد بأنه لا يعارض الوفاء مطلقا في حين تنظر إليه أكثر النساء أنه يضاد الوفاء للزوجة الأولى ويعتبرونه منقصة في حق الرجل , والأمر يحتاج لنوع من التبيين والتفصيل نلخصه في نقاط
منذ أسابيع قليلة شغلت أوروبا، ومعها العالم الغربي كله بقصة غريبة، هي أن أحد الأطفال ويبلغ من السن الثالثة عشرة، أقام علاقة معاشرة مع فتاة تكبره بعامين أي في الخامسة عشرة من عمرها، وأثمرت هذه العلاقة عن طفلة رضيعة شاهدها العالم كله على شاشات التليفزيون في العشرات من البرامج
كلاهما كان يلامس حقيقة أنه يحب من اختاره شريكا لحياته ، وأحلامه ، وطموحاته اختيارا يرضي ربه .. وأنه يشعر بوجوده ، وبشغف به غير معتاد ، وبمودته التي كلها أسرار , كانا يفهمان بعضهما ، وشفاههما مطبقة على صمتهما ، لكن بريق أعينهما يترجم كل معاني الكلمات
هذا هو التحرر الحقيقي للمرأة المسلمة، أما التحرر المزيف فهو الذي يدعو إلى الانحلال والتخلي عن ثقافتنا وهويتنا والاندماج في ثقافة الاستعمار والرضى بوجوده في بلادنا، فها هو لويس عوض مثلاً وهو المنحاز إلى الاستعمار والثقافة الاستعمارية
فرق كبير بين التحرر الحقيقي للمرأة والتحرر المزيف لها، التحرر الحقيقي للمرأة العربية والمسلمة هو تسليحها بالوعي بحقوقها الضخمة في الإسلام ودفعها لممارسة دورها الطبيعي الذي فرضه عليها الإسلام أو أتاحه لها، أما التحرر المزيف فهذا الذي يدعوها إلى الانسلاخ عن دينها
من المؤلم أن تجبر ظروف الحياة أحد الزوجين أو كلاهما على أن يستعجل قرار الابتعاد والانفصال.. كأن ما بينهما لم يكن إلا ساعات من الزمن مضت سراعا ، ثم توقفت عن الدوران ..
هذا النصر الذي وعد به النبي صلى الله عليه وسلم لن يكون لجيل تربى على الترفه السلبية والأنانية، لن يكون بالتواكل دون الأخذ بالأسباب، فهناك أسباب للنصر، وبدون هذه الأسباب لن يتحقق النصر لنا.
بهذه الكلمات بدأت معنا "أم محمد" التي جاءت مرافقة مع ابنها للعلاج بمستشفي العريش العام فهي أم استشهد ابنها الأكبر وأصيب الأخر ، قائلة :"نحن وأبنائنا خلقنا الله لرسالة نقوم بها ولابد أن نؤديها علي أكمل وجه" .
لن يكون عسيرا أن نتفهم أن هناك ظروفا تجبر الأب في بعض البلدان على السفر لخارج بلده أو داخلها وترك أسرته سعيا وراء زيادة رزقه وتأمين مستقبل أبنائه وبالمثل لن نتهم الأم بالإهمال إن اضطرت الأم أيضا إلى الخروج للعمل والاقتطاع من الوقت الممنوح لأبنائها ولن نتهمهما في ذات الوقت بالجشع أو الطمع أو حب اكتناز المال
كثير من الناس يرسمون صورا مزخرفة زاهية يتصورون فيها شريك حياتهم الذي يرجونه , ويتصورن كثيرا أنهم سيلتقون بتلك الصورة التي زينتها عقولهم ورسمتها ريشة خيالهم , لقاء على الحقيقة , فيعيشون تلك الحياة الوادعة ويستمتعون طوال أوقاتهم بما رسمت آمالهم وارتجت خيالاتهم .
إن اللعب يهيئ للطفل فرصة للاستمتاع في بدايات عمره ومع نموه فإنه يهيىء فرصة أخرى للتحرر من واقعه الملئ بالقواعد والقيود , وفرصة لتحقيق أهدافه وزيادة معارفة , وتفاعل حركاته الوجدانية ما يجعلنا نعقد بأهمية عقد دراسات متتاليات وبحوث ذات جدوى حول اللعب وكيفية الاستفادة منه .
بمقارنة بسيطة أو بمجرد استرجاع الذاكرة للوراء قليلا سنجد تغيرا كبيرا قد طرأ على العلاقات الأسرية , فالأب - في غالب الأحيان - لم يعد ذلك الأب المهاب النافذ الكلمة الذي يتدخل في كل خلاف فينهيه بحكمة وتعقل
غالب من ألقاهم يشتكون من مشكلات في بيوتهم تعكر عليهم صفو أوقاتهم وتعيقهم من الإنجاز والإبداع , وترفع درجة توترهم وعصبيتهم إلى مستوى غير صحي بالمرة ..
بعد إجازة طويلة، انفكت فيها غالب القيود، وتركت معظم الحبال على الغارب، وانفك فيها الطلاب بعيداً عن مستلزمات الواجبات والتكاليف، فطال السهر، وكثر الخروج، وتعددت البرامج، وغابت في كثير من الأحيان الرقابة بحجة الترفيه تارة
يُشرع للمسلم أن يظهر فرحه بتلك المناسبات ويُسمح فيها مالا يُسمح في غيرها من الترفيه على النفس والأبناء فهي أيام أكل وشرب وذكر لله بشرط ألا يخرج فيها عن دائرة المباح ففيه متسع لمن يريد الفرح والسعادة ..كذلك يستغلها المسلم في تعديل مفاهيم الفرح والحزن لدى أبنائه , فالمسلم يفرح لما يرضى ربه ويحزن لما يغضبه ..
إن أسرنا في رمضان تحتاج إلى تربية وتوجيه ، وتمرين شديد على قيادة النفس إلى أعلى المراتب وأسنى المطالب ، في المبادرة إلى اغتنام الساعات بالقول والعمل الصالح ، ونصوص الكتاب والسنة تدعو إلى ذلك ، كما تحذر من العقاب الشديد لمن يغتر بقصور عمله
فالأصل في المرأة القرار في البيت ، لأنَّ فطرتها التي خلقها الله عليها هي حبّ الأمومة وتربية الأجيال والمشاركة في تكوين الأسرة ..أما المخالفون ممن يريدون خلخلة المجتمع الإسلامي ، والتفلت من قيود الأمومة ، والمنزل والأسرة .. إنما يريدون أن يكون الأصل في المرأة هو العمل خارج البيت
لكأنما ينظر رسول الله r لحالنا ويقول كما في البخاري " وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة فطلب حتى كأنه استنقذها منه فقال له الذئب هذا استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري "
حلم يولد في قلوبنا صغيرا مع أول صرخة مولود لنا يرى نور الحياة , إنه بصيص من أمل يسطع ، فيشرق يوم جديد وفرحة جديدة , إنها بسمة تعلو الشفاه ، فتتورد بلون الحياة ، فتكسو صفحة الطبيعة بحلة الربيع ، وصفحة كل روح بنبض حياة .
قلب إليك يا ولدي ينبض بكل جميل , وعين ترعاك بينما أنت تخطو خطواتك نحو مستقبل واعد , ويد حانية تربت على كتفك عند كل كبوة أو هفوة , تدعوك للصبر والثبات على كل المحن .. وأمنيات تحيطك أبعثها إليك عبر كل نسمة عذبة , وكل شعاع مضىء ..
في الوقت الذي تشتد فيه أزماتنا ومشكلاتنا على كافة الأصعدة الداخلي منها والخارجي , ينخر في أسرنا المسلمة سوس خطير يدخل إلينا عبر تلك الفضائيات التي تطالعنا بخليط محكم التوجيه نحو التخلي عن القيم والمبادىء
ينبغي أن يشعر الطفل أن له مكانا يخصه وله ممتلكات في هذا المكان مهما كانت صغيرة أو عديمة القيمة وينبغي عليه التمسك بها والحفاظ عليها والدفاع عنها وأيضا يجب أن يشعر أن الجميع يحترم حقه في ممتلكاته