ايمانيات
إن الشمعة التي توقدها بنور إيمانك هي التي تغير مسار حياتك ، وخارطة طريقك ، وبوصلة اتجاهك ، هي التي تهبك الحقيقة الوحيدة التي تؤلف بداخلك عقيدة صحيحة ، وعزيمة أكيدة ، وجرأة تدفعك ، فتتخلى عن خجلك وأنت تتحدث عن تفاصيلها ، وعن ترددك وضعفك وأنت تناضل لأجلها ، تزيدك عزة وفخرا إذا ما ارتبطت بها ، تضاعف قوتك وشجاعتك إذا ما دافعت عنها ، تكرمك وتبذل لك بسخاء ، إذا ما وهبتها نفسك ونفيس أوقاتك
المسلم ليس بضعيف لأن إيمانه جعله من أقوى الأقوياء و بزيادة الإيمان يزيد ارتباط العبد بربه , و عندها تجد في قلبه القوة التي يستطيع أن يتغلب بها علي كل الصعاب , لذلك إذا شعر العبد بالاكتئاب ليس عليه إلا أن يعود إل ربه و يقوي إيمانه و يراجع حساباته
أحيانا يستبد بنا الشعور بالخطأ , ويتملكنا إحساس الذنب , ويسيطر علينا ألم الانقطاع عن سبيل الخير , فيتراكم هذا الشعور شيئا فشيئا , فنجد أنفسنا نبتعد خطوات متتابعة عن الإيمان!
"خلقتني، وأنا عبدك"، فلا ملجأ لي إلاك، ولا مجير سواك من ذنوب تثقلني وأخطاء تلاحقني.. إنها كلمات نور تهدي وتبرق من بين ثنايا قائلها، يقولها لسان رطب بذكر جميل واستغفار عظيم سيد
حين ينسى الإنسان نفسه فإنه بذلك يغرق في محيط الحياة المتلاطم , ويضيع في مسالكها ودروبها الكثيرة المتشعبة , ويذوب في لهيب شهواتها وأهوائها , ويتصبب عرقا تعبا ونصبا من وعورة طرقها
في هذه الدنيا منغصات كثيرة، كيف يبعدها الإنسان، كيف يزيل الهموم ويكون أقرب إلى الطمأنينة وراحة البال؟
ليس ذلك إلا للمؤمن الذي يعمل لله ويريد الآخرة. فالإنسان دائر في هذه الحياة الدنيا بين خير ونعمة من الله سبحانه وتعالى، من صحة ومال وأمن، وبين ابتلاء ونقص في الأنفس والمال وما يصيبه من التعب والنصب.
ما نشاهده اليوم من مظاهِرِ التَّرفِ والثَّراء، يثيرُ في جوانب منها حزنًا لا يُشْبِهُهُ حزن، مما نقابِلُه من تقلُّباتٍ وتغيُّراتٍ تعتري تقاسيمَ الوجهِ الإنساني، مما يخالِفُ النِّظامَ الكوني في أجزائِه المترابِطَة المتلاحِمَة، ومما يخالِفُ ما أقَرَّهُ التشريع الإلهي من تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الطُّغيانِ في اكتسابِ الأموالِ والثروات..
زورق من ركبه نجا, وعبادة من اعتادها طهر قلبه وهذب نفسه وعودها الإخلاص, إنها العبادة في السر والطاعة في الخفاء, حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد غير الله سبحانه
إن للنفس إدبارا كما لها إقبال ومن الصعب بمكان أن يظل المرء على حال واحدة , فالإيمان يزيد وينقص , يزيد بالطاعات وينقص بالآثام , فمنا من يرتقي ومنا من لا , و لكن تبقي العزيمة و النية الصادقة و قوة الإرادة للثبات فى وجه متغيرات النفس و شهواتها هي المعول
قد لا نعلم من أمراض القلوب مرضاً أفتك بقلوب الناس وداء أذهبَ بعظيم أجورهم من العُجب وما يأتي بعده، فالعجب يبطل الأعمال الصالحة ويمحو أثرها من القلب ويذهب أجرها، بل وفي كثير من الأحيان يقود صاحبه إلى أخلاق مذمومة أخطر مثل الغرور أو الكبر
وقد يشتكي البعض جرأتهم على حدود الله تعالى وإتباع جوارحه في تلك الجرأة , فلا تتوقع أن يأتيك الخشوع بين يوم وليلة لكن الأمر يحتاج إلى تدريب مستمر حتى ينتقل القلب تدريجيا من القسوة إلى اللين
لا يسع أي عاقل أو منصف من بني البشر إلا أن يعترف بعظمة دين الله الخاتم وشمولية شريعة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي لم تدع شاردة أو واردة في حياة الإنسان إلا نظمتها و لا سببا يحقق له السعادة في الدنيا والنجاة يوم القيامة إلا بينته و وضحته و رسمت معالم طريقه .
إنها ولاشك ساعات ربانية نورانية ، تلكم التي يبشرنا فيها ديننا بخير يوم ، وبخير فضل ، وبخير عمل ، ويدعونا فيها إلى ترك الدنيا بما فيها والاستجابة لندائه ، والإعلان عن عبوديته ووحدانيته للعالم أجمع .
وليكن حسن الظن بالله واليقين بشمول رحمته وعموم فضله على عباده هو الشعور الغالب على الحاج وغير الحاج المقبل على الله في هذا اليوم بالدعاء وطلب العفو والصفح والمغفرة .
من كل حدب وصوب يأتي الصوت الهادر بالتلبية إعلانا بالتوحيد ، مصدره كل مناحي الأرض ، إذ تجتمع عليه القلوب من كل حدب وصوب ، ومداره حول البيت العتيق والمناسك من حوله .
ومن الناس من بلغت غفلته منتهاها ، حتى غفل عن مآله وآخرته ، وغفل عن الثواب والأجر ، وغفل عن الموت والخاتمة ، وغفل عن يوم الحساب وساعته .
ليس اغتنام أيام عشر ذي الحجة ولياليها ضرورة روحية قلبية نفسية أخلاقية فحسب , بل هي أيضا ضرورة حياتية دنيوية جسدية , فالصحة البدنية المأمولة و الحياة السعيدة المنشودة و........لا يمكن أن تُنال بغير طاعة الله ومرضاته .
كما اغتربت الأخلاق الاصيلة يغترب ، وكما ضاعت اداب كثيرة يضيع و، كما ذابت معاني الأصالة والمروءة يذهب ..
الاسلام لما أمر بالصدق أمر به كمنهاج حياة , وطريقة عيش واسلوب بناء أمر به كسمة حضارية راقية عليا وكوصف اصلاحي عظيم أصيل فمن امتثله في حياته كلها انصلحت حياته وصار صالحا أينما كان
إنها لحظات نورانية معجزة , تعيد بث السكينة والطمأنينة .. وتشعر بالمعية الإلهية ..لحظات تجدد الإيمان في القلب المؤمن , وتثبت العهد الصالح , وتزيد اليقين الراسخ ..
فعن ثوبان رضي الله عنه :" أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً " أخرجه مسلم
إن ليل المناجين المستغفرين المتبتلين لربهم في رمضان ليس كأي ليل، إنه اللذة العبادية البالغة والحلاوة الإيمانية السابغة، والشوق إلى الجنان وإرضاء الرحمن..
كثيرون في رمضان ينشغلون بأمور مختلفة، ويغفلون أن الصوم هو العبادة الأولى المقصودة والمميزة في رمضان إضافة لما علم من الفرائض.. يؤدون الصوم مجرد أداء، لاهين عن مقصوده وقيمته، والأثر المرجو له من التقوى {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
لكن هذا الضيق وهذا الهم يهون كثيرا على أهل الإيمان، لما يعلمون أن المصائب ابتلاءات واختبارات، وان المؤمن أمره كله خير في السراء الضراء، فإن صبر خير له، وإن شكر خير له
لا أظن أن مسلما عنده شيء من الاهتمام بقدوم شهر الصيام لم يقرأ ما هو مسطور في الكتب ومنشور في عموم وسائل الاتصال الحديثة عن شكل وحجم استعداد السلف الصالح لاستقبال شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وهم من هم في التقوى والصلاح والاستقامة والإيمان