24 رمضان 1439

السؤال

أنا متزوجة منذ خمس سنوات وهناك فرق اجتماعي ومادي وفكري بيننا وبين أهل زوجي أنا وعائلتي أفضل من ناحية الفرق والحمد لله، اشتغلت بعد الزواج ومن مرتبي دفعت أكثر من ثلاث أرباع ثمن الشقة، تعبت وعانيت ووقفت بجانب زوجي فهو إنسان محترم ويستحق التضحية. عمل زوجي في الخارج، جاءت والدته وزارتنا لكن دائما تختلق المشاكل، وعندما كان أول يوم رمضان جهزت الإفطار لكنني انشغلت في المطبخ وتركت زوجي ووالدته يتناولون الإفطار وحدهم، وبعد انتهاء الإفطار ثارت والدته، حاولت الاعتذار لها وتقبيل رأسها لأصالحها لكنها رفضت وبدأ صوتها يعلو وبدأت تدعو وتحسبن عليا وتقول سوف أبحث لابني عن زوجة غيرك أفضل منك، جعلتني أخرج عن شعوري حتى علا صوتي،أما زوجي فظل يقول لها بصوت مرتفع كفى يا أمي، اشتد الشجار فقرر زوجي أن يحجز لوالدته لكي تعود لبيتها، فرجعت وهي غاضبة، أنا حزينة أن زوجي حزين بسبب غضب أمه مما حدث وأريد أن يصالحها ويكسب رضاها، ماذا أفعل؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الابنة الكريمة..

مشكلات والدة الزوج من المشكلات الشائعة، وحلها الأول والأوحد هو الصبر والحكمة، مع الإحسان.

لا شك أن بعض الأمهات عندما يتزوج الابن يشعرن بالرغبة في التدخل في شؤون حياته والاستفسار منه على الصغير والكبير من الأمور.

 

وإن تأخر الابن عن طلبها لسبب ما، تظن أنه مقصر في حقها وأن زوجته استولت عليه وحدها، وأنها أصبحت لا قيمه لها عنده!

المسألة إذن قد يكون لها خلفية نفسية وقناعات، وليست مجرد مواقف وردود أفعال، يجب مراعاة ذلك.

 

السائلة الكريمة..

..الزوجة الذكية هي التي تستخدم ذكاءها مع حكمتها وتوكلها على ربها عندما تجد من أمامها يحاول إيقاعها في الخطأ.. وفي موقفك المسألة حساسة..

 

وعليك أن تعرفي أن التعامل مع بعض الأمهات يتطلب اللباقة والطريقة الخاصة للوصول لقلوبهن، فوالدة زوجك إن كانت تتصف بحدة الطبع، فالوصول لقلبها صعب وشاق لكنه ليس مستحيلاً، ويتطلب منك ومن زوجك الجهد والحيل لذلك؛ فأمه كانت مجرد ضيفة عندكم كان لا بد من تحملها قدر المستطاع.

 

فالكلام الطيب كثير والطريقة مع هذه النوعية من الأمهات كانت سهلة خاصة أن ظروفها المادية بسيطة.

 

فمثلاً عند ضيافتها لا مانع من شراء بعض الهدايا أو تقديم أفضل أنواع الأطعمة التي تحبها أو اصطحابها للتنزه أو غير ذلك من الأمور التي قد تكون هي محرومة منها، حتى لو كان الأمر مكلفاً مادياً بعض الشيء لكم.

 

فأول يوم رمضان يعتبر يوماً مهماً لتجمع الأسرة وتركك هذا التجمع يفهم بطريقة خاطئة أنك لا تقدِّرين هذه الضيفة، وكرم الضيف ليس بوضع الطعام له فقط، ولكن باستقباله والبشاشة والابتسامة في وجهه.

 

لا تنسي أنها أم زوجك ولابد من تقبلها وبرها بحلوها ومرها، وطلب رضاها، واعلمي أن الأم لا تستطيع أن تغضب على ولدها خاصة لو حاولتما الإصلاح..

 

فعليه فوراً الاتصال بها من وقت لآخر بالهاتف لاسترضائها ثم بعد ذلك محاولة إرسال بعض الهدايا والأموال، ثم بعد ذلك يزورها..

 

فسوف يجدها في استقباله سعيدة، ولا تنسي قول الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.