السؤال
ما توجيه فضيلتكم لأصحاب المؤسسات الذين يكلفون العمال بأعمال شاقة في نهار رمضان، مع إمكانية قيامهم بتلك الأعمال ليلاً؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فلا شك أنه إذا أمكن أصحاب الأعمال تأخير أعمالهم إلى الليل دون حرج أو ضرر فإن المشروع في حقهم عدم تكليف إخوانهم من العمال القيام بها في نهار رمضان؛ لما في ذلك من تعريضهم إما إلى الفطر أو إلى المشقة البالغة التي قد تؤدي بهم إلى الضرر والحرج، والله تعالى يقول: "وتعاونوا على البر والتقوى"، وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن عائشة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به" رواه مسلم. فنوصي إخواننا أصحاب الأعمال بمختلف أشكالها بالرفق بإخوانهم العمال، وعدم تكليفهم من الأعمال ما لا يطيقون وخاصة في هذا الشهر الكريم، ونبشرهم بأنهم إذا أعانوا إخوانهم على صيامهم فإن لهم من الأجر بقدر ما أعانهم به. والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.