29 صفر 1441

السؤال

أنا عمري ثلاثون عاماً، لم يكتب الله لي الزواج، كنت في الثانوية سخرت من معلمة لم تتزوج وقلت عنها عانس وما هو إلا تقليد لصديقاتي، وعندما كنت في الجامعة كنت لا أحب إحدى صديقاتي، فأردت أن أضايقها وقلت لها لماذا اخواتك غير متزوجات، وكان هدفي في ذلك مجرد الحرج، فعندما كبرت ولم أتزوج أيقنت أن الله ابتلاني كما سخرت منهم، فهل أصبح ذلك عقابا من الله تعالى لي! وهل ألغي فكرة الزواج أساسا فلا رزق لي بسبب السخرية؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

لعلك تتعرضين هذه الأيام لهذه المحنة وقد تسبب لك بعض الأحزان والهموم، لكن هل أنت وحدك عندك هذه المشكلة! بالطبع لا، فالكثيرات من الفتيات يتعرضن لمثل ما تتعرضين له، لكن ذلك قد يكون امتحانا من الله تعالى، ليجعلك تبحثين في أخطائك الماضية، وتتساءلين ما السبب! فذلك رحمة من الله لك، وبداية خير كبير قادم باذن الله تعالى، لكن عليك الانتباه لعدة نقاط:
 

1- عليك أن تعلمي أن الرزق بيد الله تعالى، فالمال رزق، والأولاد رزق، والعلم رزق، وأيضا الزواج رزق، والله تعالى يرزق من عباده من يشاء، فعلينا الرضا بذلك وعدم الاعتراض، ولكن الله تعالى أعطانا طريقا واضحا لكيفية الوصول للرزق، وذلك في كتابه الكريم " ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب ".
 

2- عليك انتقاء صديقات جدد، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وضح لنا أن المرء على دين خليله، مما جعلك تقلدينهم في هذه الأخطاء كالسخرية وغيرها.
 

3- عليك برسم حياة جديدة لك، حياة الوصال بالله تعالى باتباع الأعمال التي توصلك بالله تعالى مثل المحافظة على الصلوات، وكثرة الاستغفار، ترديد الأذكار اليومية، تلاوة القرآن الكريم، عدم غيبة الناس وذكر سيرتهم بما يكرهون، فكل هذه الأمور ترزقك بحب الله تعالى لك، وسوف تغير الكثير مما يمنحك الاطمئنان الداخلي فبذكر الله تطمئن القلوب فيهدأ بالك.
 

4- اعلمي أن الله تعالى هو التواب الرحيم الكريم، فعليك كثرة التوبة وكثرة الأعمال الصالحة لأن الحسنات يذهبن السيئات فالمشكلة التي تقعين فيها محنة ستزول بإذن الله تعالى وذلك بحسن الظن بالله تعالى والأمل فيها عنده سبحانه، والله تعالى يقول " أنا عند ظن عبدي بي "
 

5- عليك أن تعلمي أن الكثيرات من البنات تزوجن في مثل سنك وزيادة وعندما يريد الله تعالى شيء، يقول له كن فيكون، ومرت سحابة أحزانهم والآن أصبحن في بيوتهن ومع أولادهن، فابعدي عنك وسوسة الشيطان الرجيم، ولا تستلمي له وكوني قوية بإيمانك، ذلك الإيمان الذي يبدل أحزانك سعادة دائمة.