همسات ناصحة للمسلمات في رمضان

بحثت عما يمكنني أن أكتبه لأخواتي المسلمات في رمضان , فوجدت أنه لا شىء يساوي تدعيم رؤية القلب , ومساعدة البصيرة , ووصف الخطى العملية التطبيقية في أيام هذا الشهر الكريم .

كلنا – كنساء مسلمات – ننتظر هذا الشهر الكريم , لنقدم بين يدي حياتنا القابلة ورقات جديدة , بيضاء لم تتلون بعد بأي نوع من ألوان الآثام .

 

كما ننتظره لنحدث تغييرا واقعيا في أيامنا وعاداتنا بل وآمالنا وأحلامنا , نحو ما يرضي الله ربنا ويهيىء لنا حياة سعيدة وآخرة صالحة .

أعمارنا الحقيقية

سؤال قد يبدو للوهلة الأولى غريبا وغامضا وغير مفهوم بعض الشيء , لكنه عند التدقيق والتمحيص يبدو في غاية الوضوح والعقلانية والمنطقية , فعمر الإنسان على سطح هذه الأرض لا يمكن ان يقاس بمرور الدقائق والساعات والأعوام أو كما يحلو للمختصين تسميته "العمر الزمني" فحسب , بل بما قدمه لنفسه ولأهله ولدينه ومجتمعه بما يعود عليهم بالنفع والفائدة , وبما يعود عليه بالأجر والمثوبة غدا يوم القيامة .

 

في بيتنا صائم جديد

إنه ليوم سعيد بل ربما من أسعد أيام الأم , فمنذ أن حملته رضيعا على يديها وهي تنظر له , يكبر لحظة بلحظة أمام عينيها , وكلما مرت عليه لحظة زادت سعادتها به , وتكتمل فرحتها به حين يأتي أمه ليلح عليها برغبته في الصيام , صيام شهر رمضان كما رأى صيام أسرته الصغيرة والكبيرة ليشارك فرحة المسلمين بهذا الشهر .

 

الاستعداد الأمثل لشهر الصيام

كثيرون هم الذين كتبوا عن الاستعداد لاستقبال شهر الصيام , وتناولوا في مقالاتهم أنواع الاستعداد النفسي والروحي والجسدي والقلبي قبل حلول هلال رمضان .... إلا أني أريد التركيز في هذه العجالة على استعداد أعتبره مثاليا وفريدا , لا لأنه يشتمل على أعمال غريبة أو غير مألوفة , بل على العكس من ذلك تماما , فما أريد أن أذكره في هذا المقال من أعمال البر والخير استعدادا لشهر الصيام من الشهرة والبروز بمكان , إلا أن شدة القرب قد تكون حجابا كما يقال .

 

القاعدة الثانية والخمسون: اجعلوا بيوتكم عامرة بالذِّكر ولا تجعلوها مقابرَ

كلُّ عاقلٍ يبحثُ عنِ البيتِ الذي تشيع فيه السعادةُ وتحضر فيه الرحمةُ ويجد فيه الأُنسَ، ولا يحبُّ أن يكون بيتُه كالمقبرة تخيمُ عليها الوحشةُ، ويظهر على وجوه مرتاديها الحزن!
 

والنبي صلى الله عليه وسلم لا يرضى للمؤمن أن يكون بيته كذلك! ولهذا جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ، إنَّ الشيطانَ ينفِرُ منَ البيتِ الذِي تُقرأُ فيهِ سورةُ البقرة)، وعندَ الإمامِ أحمد: (يَفِرُّ منَ البيتِ الذي تُقرأ فيه سورةُ البقرة).
 

أربع وصايا زواجية

يخطئ من يظن أن الطريق للوصول والحصول على السعادة الزوجية مفروش دوما بالورود والرياحين , وواهم من يتصور أنه سيحقق هذا الوفاق الزوجي دون دفع الثمن من الزوج والزوجة معا والذي يتوقف حصولهما على تلك السعادة على نظرتهما للزواج ابتداء ومدى استعدادهما للمشاركة في إنجاحه .

 

ولأن الطباع قد تختلف بين الزوجين , لذا فهما يحتاجان إلى قدر من الفهم المشترك لنفسيتهما حتى لا يتكدر العيش ولا تتنغص الحياة , فكان لابد من وجود ضوابط وحلول لبعض المشكلات حتى يعود الهدوء والانسجام والتفاهم بينهما .