أنت هنا

الحرب على"الإرهاب" في ذكراها السابعة: هزيمة فعلية ونصر مفترى
12 رمضان 1429
قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (سورة الأنفال-الآية30).
لنتذكر جميعاً حال العالم كله في اليوم التالي لأحداث11سبتمبر2001م-واليوم احتفل الأمريكيون بذكراها السابعة-،فحينئذ أطلّ الصلف الأمريكي التقليدي ولكن في ذروة هياجه وأقسى تكشير عن أنيابه ليتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور، لمن خططوا ونفذوا وساندوا عملية تدمير البرجين في نيويورك وإصابة مبنى وزارة الدفاع(البنتاجون) في واشنطن.
وخنس ما يسمى المجتمع الدولي فلم يجرؤ أن يستفسر من بوش الصغير وبطانته أي برهان يدعم أصابع الاتهام التي وجههوها إلى المسلمين فوراً من دون أدنى تحقيق أو تثبّت ولو كان غير محايد!!
ووجد المحافظون الجدد ما توهموا أنه فرصة ذهبية للجهر بحربهم الصليبية على الإسلام وأهله،فانهالت آلة التدمير على أفغانستان في انتهاك سافر لسيادتها، وفتكت بالأبرياء جملة وتفصيلاً،وساقت ألوفاً من الناس إلى معتقلات غير مسبوقة في تكوينها وشروط الحياة الفظيعة فيها ومن دون شروط من أي نوع لاحتجاز "المتهمين" ولا أمل في عرضهم على محاكمة حتى بمعايير العدالة الغربية الوضعية الجائرة.
غير أن تدمير أفغانستان المُدَمّرة أصلاً لم يكن كافياً لإشباع أحقاد عبدة الصليب،فاختلقوا أسباباً وهمية لغزو العراق،وهي أسباب مفتراة تماماً،ولذلك اضطر حلفاء أمريكا الغربيين أنفسهم إلى معارضتها علانية.وكل تلك الآثام والجرائم تمت في نطاق الحرب الصليبية التي أطلق الأمريكيون عليها اسم"مكافحة الإرهاب"، فبلغ ضحايا الغزو للعراق بضعة ملايين ونحو ضعفَيْ هذا العدد لكل من الجرحى والمشردين في الداخل والخارج.وتم تسليم السلطة إلى عملاء طهران-العدو المزعوم!!-،فاقترفوا جرائم وحشية لم يسبق لها مثيل،ضد المسلمين العزل.
غير أنه بعد انقضاء سبع سنوات عجاف على إطلاق رصاصة البغضاء الأولى،لم يتحقق الهدف الأول للحرب المزعومة على الإرهاب،فما زال قادة تنظيم القاعدة وزعيم حكومة طالبان طلقاء،برغم الجيوش الجرارة وسياسة الأرض المحروقة.
إن تكاليف غزو العراق بلغت ثلاثة ترليونات دولار!!فضلاً عن آلاف الجنود الهالكين والمصابين والمعاقين.وكانت الحصيلة حتى الآن مهزلة في رأي الاستراتيجيين الأمريكيين والساسة والعسكريين ما عدا بوش المكابر،الذي يتجاهل أحدث اعتراف لقائد قواته في العراق بتريوس عندما أقر بأن الوضع هناك شديد الهشاشة!!
ربما حقق الغزاة هدفاً وحيداً لهم،لكنه هدف مطموس بل إنه نقيض مطلق للأهداف المعلنة.فالثمرة اليتيمة لهذه الحرب الصليبية تتلخص في تعزيز مواقع نظام آيات قم!!علماً بأن هذا الهدف الدنيء ليس مجدياً في المدنيين المتوسط والبعيد،فقد أثارت مؤامرات واشنطن مع الصفويين يقظة قوية في جمهور أهل السنة والجماعة وبخاصة في المنطقة،الأمر الذي يؤكد _بإذن الله_ أن خططهم الإجرامية إلى بوار قريب.