أنت هنا

حالة الطوارئ رفعت في جورجيا.. ماذا عن بلاد العرب؟!
4 رمضان 1429

<p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-bottom: 0pt; line-height: normal"><span lang="AR-EG" style="font-size: 14pt; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">حالة الطوارئ رفعت في جورجيا.. ماذا عن بلاد العرب؟! <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-bottom: 0pt; line-height: normal"><span lang="AR-EG" style="font-size: 14pt; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">بعد أقل من شهر على إعلان حالة الطوارئ في جورجيا/الجمهورية الآسيوية التي تتشارك مع الاتحاد الروسي في معظم حدودها على خلفية الحرب القصيرة التي اندلعت داخل حدودها الدولية، وتدخلت فيها القوات الروسية التي تعد ثاني أقوى دولة في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية من حيث العتاد والأسلحة، ارتأى البرلمان الجورجي أن هذه الأيام القلائل من الحكم بنظام الطوارئ كافية، ولا تحتاج البلاد لمزيد منها لضبط الأوضاع في جورجيا. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-bottom: 0pt; line-height: normal"><span lang="AR-EG" style="font-size: 14pt; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">وفي تبليسي، عاصمة الجمهورية الجورجية التأم البرلمان ليعلن في الثالث من سبتمبر الحالي </span><span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">رفع حالة الطوارئ التي أعلنت في التاسع من أغسطس الماضي، وسيبدأ سريان القرار ابتداء من الخامس من الشهر الحالي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-bottom: 0pt; line-height: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">وأثناء المداولات حول المسألة كانت جورجيا تقطع علاقاتها مع روسيا ضاربة عرض الحائط بالعلاقات التاريخية بينها وبين روسيا الجار القوي الذي يملك أوراقاً كثيرة في جورجيا وغيرها لا تقتصر على القوة العسكرية وحدها. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-bottom: 0pt; line-height: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">&quot;لقد أصابنا ضرر بالغ نتيجة النزاع، لا فيما يتعلق بالبني التحتية فحسب، بل هناك أيضاً أضرار في البيئة وأخرى مالية، لذلك فلا عجب أن تضطر دولة واجهت حربا إلى العمل بكل قوة لاسترجاع ثقة المستثمرين بإمكاناتها وبفرص الاستثمار فيها&quot;، هكذا أوضحت (وزيرة خارجية جورجيا) ايكاترين تكشيلاشفيلي الضرر الذي أصاب بلادها نتيجة الإجراء العسكري الروسي، وبهذا جرى تبرير العودة السريعة للقوانين الطبيعية التي تحكم البلاد. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-bottom: 0pt; line-height: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">وقد كانت تكشيلاشفيلي تطلق تصريحها هذا على بعد عشرات الكيلو مترات فقط عن </span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14pt; color: black; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">تسخنفالي عاصمة أوسيتيا الجنوبية التي قتل فيها ما لا يقل عن 20 ألفاً من أهلها وشرد عشرات الآلاف بحسب المصادر الإعلامية الروسية</span><span lang="AR-EG" style="font-size: 14pt; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;"> أثناء الحرب الروسية/الجورجية القصيرة، ولم تكن مع ذلك بحاجة لتفسير أكثر لضرورة عودة الأوضاع الطبيعية للبلاد. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-bottom: 0pt; line-height: normal"><span lang="AR-EG" style="font-size: 14pt; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">من السهل تفسير بقاء حالة الطوارئ في جورجيا ومن العسير تبريرها في بلداننا العربية التي يرزح بعضها تحت الأحكام الاستثنائية والعرفية لعشرات السنوات دون داعٍ أو سبب، لكن بلداننا استعذبت هذه الأحكام والجورجيين ضاقوا بها ذرعاً لعدة أسابيع. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-bottom: 0pt; line-height: normal"><u><span lang="AR-EG" style="font-size: 14pt; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">بلادنا العربية مستكينة، وهي تقبل بالاحتلال المباشر لأجزاء كبيرة من أراضيها إن بشكل مباشر أو غير مباشر وترتهن سيادتها أحياناً وتضع مفاهيم جديدة للاستقلال، وكثير منها &quot;يتمتع&quot; بمظلة علاقات قوية مع الدول العظمى أو الدول الإقليمية المهيمنة على قراراتها؛ فما الذي ارتأته ملحاً لاستمرار قوانين استثنائية كهذه، وما الذي شجعها في ظل الاستكانة على بقائها تتحكم في رقاب العباد وأموالهم؟! <o:p></o:p></span></u></p>
<p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-bottom: 0pt; line-height: normal"><span lang="AR-EG" style="font-size: 14pt; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">إن جورجيا رأت أن لا تماس بين استعداداتها العسكرية للحرب وبين التضييق على شعبها، وتفطنت إلى أن صلابة الجبهة الداخلية الشعبية هي الأساس لتحرك القوات إلى الحدود دفاعاً عن أوطانها ـ برغم ارتهان جورجيا للغرب ـ، فيما نظرت كثير من بلداننا العربية إلى شعوبها نظرة احتقار وامتهان، ولاذت في &quot;تأمين جبهتها الداخلية&quot; بالقهر، إذ الخطر لديها ليس خارجياً وإنما من شعوبها أنفسها!! فكرست عداءها معها وما فتأت تقتل كل مشاعر الانتماء لدى مواطنيها حتى غدوا للخارج أكثر تطلعاً وللبقاء في أوطانهم أكثر زهداً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-bottom: 0pt; line-height: normal"><span lang="AR-EG" style="font-size: 14pt; font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">ما الذي تجنيه جورجيا بعد تدفق الاستثمارات عليها من جديد، وما الذي تجنيه بلداننا العربية التي ما إن تزل بقدمها في مطب حتى تقع في حفرة عميقة؟! <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-bottom: 0pt; line-height: normal"><span lang="AR-EG" style="font-size: 14pt; color: rgb(79,129,189); font-family: &quot;Simplified Arabic&quot;">كما الحكومات بحاجة لأن تفهم ما الذي تجنيه من حصاد الكراهية الداخلية في ظل تخلي الولايات المتحدة عن أوثق حلفائها علاقة بها، على الشعوب أن تعي أنها لابد وأن تطالب أن تكون كما ولدت.. <strong>حرة.</strong> <o:p></o:p></span></p>