
لسبق رسالة السيد المسيح على بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد انتشرت الديانة المسيحية في عدة أقطار مختلفة في الشرق والغرب، ووفقا لبعض الدراسات التاريخية كان هناك بعض الوجود المسيحي في منطقة الخليج (الجزيرة العربية) في القرن الرابع الميلادي، بيد أن هذا الوجود بدأ يختفي مع ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي .
وقد عاد الوجود المسيحي للخليج مع الاحتلال البريطاني وانتشار المدارس الدينية المسيحية التبشيرية، وتعزز أكثر مع التدخل الأمريكي والأوروبي في منطقة الخليج خصوصا عقب حرب الخليج الأولي عام 1991، وبشكل عام يمكن الربط بين انتشار التبشير وتزايد إنشاء كنائس في الخليج .
وأول كنيسة بنيت في البحرين في القرن قبل الماضي كانت كنيسة يرعاها منصرون بشكل أساسي، ثم أمتد بناء الكنائس للكويت والإمارات وسلطنة عمان وأخيرا قطر، وواكب هذا بدء ظهور ظاهرة "المسيحيين الخليجيين" .
ارتبطت الحملات التنصيرية بصورة أكبر ببروز الخليج لمحطة نفطية هامة وضخمة وتزامنت مع هجوم الشركات الأمريكية والبريطانية علي المنطقة، وقد حملت أول حملة صليبية تنصيرية موجهة إلى منطقة العرب والخليج بالذات اسم " الإرسالية الأمريكية العربية " .
ومن أشهر هؤلاء المنصرين الأوائل وأكثر الدعاة لإنشاء كنائس في المنطقة هو صموائيل زويمر الذي كان يقوم – بمعاونة بعض المنصرين العاملين تحت شعار الطب - بالوعظ وإقامة الطقوس الدينية " للغرباء " أو النصارى المقيمين في البصرة وما حولها .
وعندما انتقل زويمر إلي البحرين عام 1892 م وأقام بها تمكن من إنشاء مكتبة للإنجيل في البحرين ومحطة تبشيرية وكان فيها أول مستشفى تنصيري في الخليج اسمه "مستشفى ماسون التذكاري " الذي أُنشأ 1902 م .
ومن البحرين بدأ المنصرون يتنقلون لدول الخليج واحدة تلو الأخرى، حيث ذهبوا الي مسقط في عُمان عام 1893 م وهناك استأجروا منزلاً ضخماً واشتروا قطعة أرض ومنحهم سلطان مسقط قطعة أرض لتكون حديقة لمنزلهم وكان شراء الأرض بناءً على نصيحة من القنصل البريطاني في عُمان قال لهم: من الأفضل تسجيل الأرض باسمكم حتى لا يكون هناك في المستقبل مجال لسحب الأرض منكم فاحرصوا على التملك في أرض تنزلون بها .
وتمدد المنصرون بعد ذلك إلي الكويت عام 1900 م حيث فتحوا بها مكتبة للإنجيل ولكن أمير الكويت وكان اسمه مبارك وهم يسمونه في كتبهم " مبارك العظيم " رفض وأمرهم أن يغلقوا المكتبة التي فتحوها وأمرهم أن يغادروا البلاد حالاً .
ولكن تداخل العمل التبشيري مع النفوذ الأجنبي ومع نشاط استخراج النفط عبر الشركات الأجنبية، أعادهم للكويت مرة أخري حينما افتتحوا عام 1910 م مستشفى ضخم بالبصرة سمي " لانسنك " حضر افتتاحه أمير الكويت .
ومع أن السعودية لا تزال مستعصية علي هؤلاء المنصرين الذين يعتبرونها "الجائزة الكبرى" ويرغبون في فتح كنيسة بها بأي شكل، فهم حاولوا دخولها منذ عام 1914 عبر وسيلة الطب والتطبيب أيضا، عندما بعث "مبارك" أمير الكويت طبيب يدعي " ميلر " إلى الملك عبد العزيز ليعالج بعض أفراد الحاشية، ومن هناك سعي لطلب إنشاء مستشفي تكون إرسالية للمنصرين .
ولكن الملك عبد العزيز رفض وقال بوضوح أن المستشفي سوف يجلب المنصرين وكتبهم والمملكة كلها مسلمون سنة ويرفضون هذا وقد يتسبب وجودهم في مشكلات كبيرة .
ولهذا لم يسمح لهم بالإقامة في الرياض وان سعوا هم لدخول مدن سعودية أخرى في أعوام لاحقة بدعوي التطبيب أيضا، حيث قام الدكتور هارسون برحلتين عام 1942 م في الجزيرة العربية، وخاصة إلى نجد وغيرها .
وقبلها في عام 1937 م قام الدكتور ويلز برحلة إلى الرياض وقدّم الخدمة الطبية إلى أفراد الأسر الغنية بشكل خاص وقام بمعالجة القليل من أفراد الشعب وفي عام 1938 م جاءت المُنصّرة بارني بناءً على طلب رسمي وكانت أول طبيبة تدخل إلى أعماق الجزيرة كما تقول بعض المصادر ومكثت 4 أشهر تعالج نساء الكبار وفي عام 1941 م قام كارثون وزوجته بزيارة إلى الإحساء وقال: " إننا نضع الأسس الصلبة للحصول على موضع قدم لنا في الصحراء الداخلية، وفي واحدة من هذه الرحلات مستقبلاً سنحصل على الأذن الذي نريده لبناء أول صرح تنصيري في معقل الإسلام.
ومثلما بدءوا بفكرة المستشفيات والتطبيب كمدخل للتوغل في الخليج وترسيخ وجودهم عبر إرساليات طبية تبشيرية، بدءوا نشاطا أخرا هو فتح المدارس التعليمية، لعلمهم أن المنطقة بكر وفي حاجة لخدمات طبيبة وتعليمية .
حيث أنشأوا في البحرين مدرسة للبنات عام 1929 م، اتبعوها بمدارس أخري في الكويت وسلطنة عمان والإمارات حتي أصبحت هذه المدارس حاليا هي عماد التنصير في الخليج .
فدولة مثل الإمارات تشهد تزايداً ملحوظاً في الإقبال على المدارس الخاصة التي تتبع في سرية تامة منظمات كنسية وتعمل وفق برنامج تنصيري خبيث يعتمد أسلوب الخطوة خطوة مع الأطفال الدارسين، وترفع هذه المدارس شعار "التوسط الديني" بمفهوم كنسي، كما أنه في بعض دول الخليج كان القائم على مسؤولية التعليم الخاص – في فترات سابقة – هي هيئات تعليمية أجنبية يرأسها نصراني، ما أدى لازدهار حركة إنشاء المدارس التنصيرية في عهدهم حتى أصبحت تنافس مدارس الدولة.
وفي أبو ظبي هناك عدة مدارس تنصيرية أهمها "مدرسة راهبات الوردية" وتقوم على إدارتها مجموعة من المنصرات العراقيات، ويوجد بين طلبة هذه المدرسة كثير من أبناء الإمارات وخاصة من أبناء الأعيان وتقوم هذه المدرسة بجوار إحدى الكنائس التي تهتم بالتنصير في منطقة الخالدية على الخليج مباشرة، وفي دبي توجد مدرسة "الراشد الصالح" التي كانت تسمى عند افتتاحها عام 1970مدرسة "الراشد الصالح لراهبات دبي"، وحين احتج كثير من أولياء الأمور على هذا الاسم تم تغييره إلى "مدرسة الراشد الصالح" وتعتبر هذه المدرسة إحدى فروع "رهبانية بنات مريم الكلدانيات" ومركزها الرئيسي في بغداد كما أن لها مركزا آخر في الفاتيكان لإدارة الفروع في أوربا.
1ـ عندما احتفلت إدارة المدرسة بعيد الميلاد ألقت ناظرة المدرسة كلمة قالت فيها أمام الجميع الذين بلغت نسبة المسلمين 90% قالت بالحرف الواحد: "إن الرب أعجب بستنا مريم وبجمالها وبخدودها الحمر وتزوجها وأنجب منها سيدنا عيسى عليه السلام"، وهذا مخالف لما يتعلمه تلميذ الصف الأول في سورة الإخلاص "قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد"
4ـ إحدى مدرسات اللغة العربية وهي نصرانية الديانة ومعروفة بالاسم حرفت في سورة النصر أمام مجموعة من المدرسات المسلمات وقالت "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس (يخرجون) - بدلاً من اللفظ الأصلي يدخلون- من دين الله أفواجا فسبح"...!!
ولا يعني هذا أنه لم تقع حركات شعبية لمقاومة هذا التنصير، فمنذ دخول المنصرين القرن الماضي من باب الطب والزعماء الإسلاميون في عدة دول خليجية يعترضون، ففي عام 1913 م شن علماء حملة ضد التنصير في البحرين وأنشئوا ناديا سمي النادي العربي الإسلامي برئاسة الشيخ محمد بن مانع وهو من تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
أيضا قامت في الكويت عام 1913 م جمعية خيرية مناهضة للتنصير للوعظ والإرشاد وقررت هذه الجمعية إحضار طبيب مسلم لمعالجة المرضى وأنشأت مكتبة ولكن نشاط هذه الجمعية الخيرية لم يدم فيما استمر النشاط التنصيري حيث كانت بعض الجمعيات تسعي للتقرب من السلطات وطلب حمايتها بدعاوي تطبيب أفراد من الأسر الحاكمة .
وفي قطر تصدي الشيخ محمد بن مانع الذي كان من أصل نجدي ومن أنصار الدعوة السلفية،والشيخ قاسم بن مهزع قاضي البحرين، والذي يرجع أصله إلى الأجزاء الوسطى من شبه الجزيرة العربية، وتصدى بعض العلماء للرد على ما نشره المنصرون أمثال: الشيخ عبد العزيز بن الشيخ حمد بن ناصر آل معمر في كتابه: منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب .
كما كان لإرشادات الوعاظ في المساجد الأثر العظيم في خيبة الأمل لدى المنصرين وقد تعدى نشاط هؤلاء الوعاظ مجال الخطب في المساجد إلى محاربة التنصير التعليمي بنفس السلاح وأسسوا مدارس أهلية في البحرين والكويت كما افتتحوا ناديا ً ثقافيا ً في البحرين، وأنشئوا جمعية خيرية في الكويت .
و كانت لبنان نقطة البدء لمشروع تطويق الجزيرة العربية لسلسلة من الإرساليات التنصرية، ومنها اتجه المنصرون إلى بقية بلاد الشام فالعراق ثم على طول الساحل الشرقي إلى عمان ومنها إلى عــدن .
و أول إرسالية أمريكية بروتستانتية وصلت إلى سوريا في سنة 1830 م، وكان أعضاؤها يتبعون الهيئة الأمريكية للإرساليات العربية وحطوا رحالهم في بيروت التي كانت أولى محطاتهم، وجعلوا منها أهم مركز لهم، وبدأ المنصرون الأمريكيون نشاطهم التعليمي هناك متخذين منه وسيلة لتحقيق أهدافهم .
وقد ركــز المنصرون نشاطهم في العراق بين طائفة النـســاطرة، وكان أتباعها موزعين في ثلاثة مراكز: الموصل في الشمال، و بغداد في الوسط، والبصرة في الجنوب، ومن أبرز ما قام به المنصرون بين نساطرة العراق هو إثارة النعرة الطائفية فيهم والميل نحو الغرب على اعتبار أنه هو المخلص الحقيقي لأوضاعهم المتردية تحت الحكم العثماني.
وقد كانت بريطانيا تمثل الإنجليكانية البروتستانتية في مواجهة النشاط التنصيري الكاثوليكي الفرنسي، وعندما ضعفت بريطانيا أمام الفرنسيين نظراً لإمكانياتهم المالية والبشرية الهائلة فضلاً عن الخبرات الميدانية الطويلة، لجأ البريطانيون إلى الاستعانة بالإرساليات البروتستانتية الأخرى، وهنا برز دور المنصرين الأمريكان، الذين دخلوا ميدان التنصير حديثاً ولازالوا هم الأنشط فيه حاليا مع الأوروبيين ودخل معهم كوريون.
وبعد التوغل عبر المستشفيات والخدمات الطبية ثم المدارس، وفتح أبواب بلاد الخليج أمام الأجانب بالآلاف حتى أصبح تعدادهم في بعض الدول يفوق أو يعادل السكان الأصليين، بدأت مطالب بناء الكنائس وأصبح هذا أمر عاديا .
5. كنيســـة الرب يتبعها 40 عضواً .
ج- الكنيسة الأرثوذكسية: ينتمي عدد بسيط من الهنود في عمان هذا المذهب .
ج- الكنائس الأرثوذكسية: حيث يوجد في الكويت أكثر من 25000مسيحي أرثوذكسي،أما الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية فيتبعها 6000 عضو تقريباً .
3-الكنائس الأرثوذكسية: هناك طائفتان من أتباع الكنيسة السورية الأرثوذكسية كبراهما في أبو ظبي و صغراهما في دبــي .
3- الكنيسة الأرثوذكسية: عددهم قليل في قطر ومعظمهم من الهنــد،