2 رمضان 1429

السؤال

أنا معلمة في المرحلة المتوسطة و فجعت عندما علمت بأن إحدى طالباتي تتعرض للتحرش من قبل والدها .. وبعد التثبت تبين لي صحة ذلك و معاناة الأم مع هذه المشكلة رغم قيامها بكل حقوق زوجها إلا أنه يعاني من أفكار خاطئة نتيجة إدمانه على الأفلام الإباحية وصحبة السوء المتعلق بها .. مما جعل الأم تخفي بناته عنه حال دخوله البيت أو تأمرهن بالهروب منه .. ساعدوني في إيجاد حل لهذه المشكلة جزاكم الله خيراً.

أجاب عنها:
أسماء عبدالرازق

الجواب

الأستاذة الفاضلة: شكر الله لك حرصك على طالباتك واهتمامك بأمرهن، وكان الله في عون هذه الأسرة المبتلاة.
يبدو أن مشاهدة الأفلام الإباحية هي السبب الرئيس في هذا السلوك المشين، وهي السبب المباشر في خراب كثير من البيوت، والصحبة السيئة تمد في الغي وتزين الحرام.
ونصيحتي لهذه الزوجة أن تسعى في علاج هذا الداء فإنه أصل البلاء، ولعل من جملة العلاج:
- أن تبين له مفاسد إطلاق البصر وتحريمه، وترشده إلى فوائد غض البصر وما يترتب عليه وهي كثيرة جداً فصلها الإمام ابن القيم في الجواب الكافي وفي روضة المحبين فلتراجعهما بإمعان.
- وأن تستعين عليه بالصالحين من الأهل ليصرفوا عنه أصدقاء السوء ويملؤوا عليه فراغ الغفلة.
- أن تسعى لإعفاف بصره بالحلال الطيب فإن ذلك قد يخفف رغبته في النظر إلى الحرام بل قد يصرفه عنه.
- أن تتحر الأوقات التي ينظر فيها إلى هذه الأفلام فتشغله بأي شيء يحبه ولتكن حسنة الهيئة، طيبة الرائحة، ولتباسطه وتمازحه حتى ينصرف عن مشاهدة تلك الأفلام.
- أن تقترح عليه الزواج بأخرى إن شعرت أنه يتطلع إلى غيرها، وأنها لا تسد حاجته.
- أن تجتهد في الدعاء له والعمل على إصلاح شأنه.
وأما تصرفاته المشينة فيجب أن تُحذر أشد الحذر فإن عاقبتها قد تكون وخيمة.
وقول هذا الزوج بأن هذا الفعل المنكر من حقه وأن علماء النفس ينصحون بذلك للمراهقة مجرد ذرائع يتذرع بها لإسكات زوجته ولتكرار هذا المنكر، ولا أظن أن أحداً من الناس يمكن أن يقتنع بمثل هذا، وينبغي أن تصارحه بهذا، أو تدعوه إلى عرضه على بعض الأطباء المختصين أو عقلاء العائلة.
وقد كان تصرف الأم سليماً معه لكن لا ينبغي لها الاكتفاء بما فعلت، بل يجب أن تحل المشكلة من أصلها، وكذلك مشكلة معاملته لبناته لابد أن تحسم فلتكلم زوجها بصراحة، وإن لزم أن تستعين بأحد أقاربها العقلاء فلتفعل ليبين له خطورة ما يقوم به وأثره السيئ على بناته وأن مثل هذا الصنيع قد يقوده إلى ما هو أشد منه وأنه رجل محصن وأن الاعتداء على المحارم أشد من الاعتداء على غيرهن فإن ارتدع واستقام سلوكه، وإلاّ فينبغي أن يبعد عن أسرته بمفارقة لا عوض له فيها، بل قد تحسن مفارقته من قبل تلك الزوجة إن هو تمادى ولو بالخلع منه حفظاً لأعراض بناتها وصيانة لهن. وفي ظل الواقع الحالي فعلى البنات أن يستترن أمامه، ويتجنبن الخلوة به، فمثل هذا لا ينبغي أن يعامل معاملة المحارم. وأياً كانت النهاية سواء انصلح أمره، أو أبعدت أسرته عنه فإن البنات سيحتجن إلى علاج نفسي ولا يكفي مجرد القول بأن أصدقاء السوء يستغلون جهل أبيهم بالدين ويحللون له الحرام، ولجوء هذه الطالبة إليك دليل على شدة وقع الأمر عليها. وليخبر الطبيب النفسي بعلمك بما حدث لأنه ربما احتاج لإشراكك في علاجهن، فمثل هذه التجارب تتسبب في التأخر الدراسي ويحتاج الطالب لمن يتفهم حالته من المعلمين، لكن ينبغي الحرص على عرض المشكلة على طبيب نفسي يفهم الشرع ويعي الدين لتكون التوجيهات سديدة حميدة، والله أسأل أن يعينك، وأن يصلح حال تلك الأسرة المصابة.