12 شعبان 1443

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة في بدايات حياتي، لاحظت أني لم أوفق في أي مجال من مجالات حياتي رغم أني أسعى لها، بالإضافة إلى أني أشعر بملل وكآبة و حزن مفاجئ، والسبب هو تركي للصلاة، أنا أحب الله تعالى و مؤمنة به وبرسله وباليوم الآخر، ولكن هناك عائق بيني وبين الصلاة! ما إن أتوب و أصلي إلا أمل و أعود لتركها رغم أني لا أترك الأذكار و الاستغفار وغيره، ولكن عند الصلاة لا أستطيع الالتزام بها.. ساعدوني كيف ألتزم؟ لا أود الموت وأنا هكذا.

أجاب عنها:
أسماء عبدالرازق

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بك في موقع المسلم. مختصر شكواك إضاعة الصلاة، عدم التوفيق في أمور الدنيا، والشعور بالملل والحزن والكآبة. ابنتنا الكريمة أرجو أن تكوني قريبة من التوبة والإنابة لأن تحديدك لمشكلتك ورغبتك في حلها هو الخطوة الأولى في الطريق الصحيح، لكن يجب علينا السير في هذا الطريق لا الوقوف في بدايته إن أردنا الوصول لرضى الله تعالى والفوز بجنته. اعلمي أن ترك الصلاة والتهاون فيها كفر مخرج من الملة سواء كان السبب الجحود أو التكاسل. راجعي فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله لتدركي عظم هذه المصيبة التي يريد أن يوقعك فيها الشيطان، وهي على الرابط: http://www.binbaz.org.sa/mat/18053 كلما سمعت النداء وتكاسلت عن المبادرة للصلاة تذكري قول الله جل في علاه: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" ألست من المؤمنين؟ ألا تحبين الله؟ إذن دعي كل شيء وقومي إلى الصلاة. فإن لم تقومي فتذكري قوله سبحانه في وصف حال الهالكين: "قالوا ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين". وقوله: "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون"، وقوله: "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا". إما المبادرة للصلاة أو التقلب في النار. مالك وللويل والغي وسقر! ما الذي يستحق أن نلاقي هذا المصير السيء لأجله؟ وترك الصلاة لا ينفع معه عمل صالح ولو أنفق معه مضيع الصلاة كل ماله في سبيل الله، فالله تعالى يقول: "وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى". والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن: "من ترك صلاة العصر حبط عمله" [البخاري]، صلاة واحدة يذهب بتركها أجر كل عمل صالح مهما علت مرتبته. وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فمن فلح فيها فقد نجا وإلا فقد خاب وخسر. الأمر خطير جد خطير يا بنية!

استعيني بالدعاء، واسألي الله أن يجعل قرة عينك في الصلاة، وتذكري أن هذا دأب الأنبياء والصالحين العارفين بقدر الصلاة، المدركين لأهميتها. جاهدي نفسك واغلبي شيطانك واعلمي أن الله معك ما دمت على ذلك فهو القائل سبحانه: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا". أكثري من صلاة النافلة فهي تحمي من تضييع الفريضة، فإن من اعتاد النافلة يصلي الفريضة وحدها إن كسل وهذا مجرب معروف. كما أن الإكثار من النوافل سبب لمحبة الله للعبد وتوفيقه للطاعات ففي الحديث القدسي: "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره التي يبصر به ويده التي يبطش بها". تخيري صحبة صالحة تعظم أمر الصلاة، وتعاهدي مع أهل بيتك ومن معك على الصلاة في أول الوقت. تجنبي أن يراك الله وأنت تسمعين النداء ثم تتشاغلين عن إجابته بما من عليك به من نعم وهبات فما هذا بفعل من يحب الله، ولا فعل من يؤمن به ويخشاه. أما بقية الأمور فستنصلح إن شاء الله فقط عليك بالجد في العمل والاستعانة بالصبر والدعاء. هداك الله، وصرّف قلبك على طاعته، ووفقك لمرضاته، وجعلك وذريتك ممن يقيم الصلاة ويصطبر عليها.