17 شعبان 1429

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ،أود أن آخذ مشورتكم في موضوع يحيرني،فأنا أعمل متطوعة في عمل خيري(مديرة لدارنسائية للقرآن الكريم) وعمر الدار سنتين تقريبا وبفضل الله ومنته حققنا نجاحا يشهد له الجميع ؛ ثم منَّ الله عليًّ والتحقت بالجامعة ،المشكلة عندي أنني أتمنى طلب العلم الشرعي و لا أدري أيهما أقدم ..مواصلتي في إدارة الدار أو طلب العلم لعدم وجود الوقت الكافي للتوفيق بينهما، وللأسف الشديد جميع المدرسات الموجودات في الدار متطوعات وظروفهن لاتسمح لهن بإدارة الدار،وكما أن منصب زوجي يتيح لي فرصه أكبر لنفع الدار،فأرجوا أن ترشدونني ماذا أفعل ؟

أجاب عنها:
أسماء عبدالرازق

الجواب

الأستاذة الفاضلة حفظها الله ورعاها!
لا شك أن الحاجة للعلم عظيمة، وأن انتفاع الدار بك وأنت صاحبة علم أعظم من انتفاعها بك الآن. ولعل أهم ميزة للدراسة بالانتساب هي تقيدك بمنهج محدد في زمن معين فاحرصي على التفرغ لتتمكني من إتقان المواد التي تدرسينها واجعلي همك التحصيل والإتقان والاستفادة من المعلمين فقد لا تتكر مثل هذه الفرصة كما أنها ستفتح لك أبواباً من الخير عظيمة بإذن الله.
أما بالنسبة للدار فمن الحكمة عدم شغل المعلمات بالجوانب الإدارية، لذا يستحسن أن تبحثي عن إدارية حتى لو لم تكن متطوعة وضعي لها خطة واضحة تلتزمها واجعليها تحت إشرافك بحيث تطلعك آخر الإسبوع مثلاً على ما أنجزته، وما يحدث في الدار وغير ذلك، كما أنه بإمكانك زيارة الدار من وقت لآخر. ويستحسن في سائر الأعمال سواء كانت دعوية أو منزلية ألا تجعلي العمل يعتمد على شخصك فيتوقف إن طرأ لك أي طارئ ويتعود من حولك على الاعتماد عليك، بل لابد من الاستفادة من قدرات كل من حولك وإشراكهم في العمل وتطوير مقدراتهم ليسدوا كل ثغرة يمكن أن تفتح لسبب أو آخر.
والإدارية الناجحة في عملها هي تلك التي تقيم عملاً لا يمرض بمرضها، ولايموت بموتها، بل يبقى ذخراً لها، ومثل هذه جديرة بأن تنتقل من إقامة مشروع إلى إقامة مشروع آخر، ومن بناء صرح إلى بناء آخر، فليكن أول طريقك إلى هذا الإبداع بمناسبة هذه الدراسة.
ولا يفوتني أن أقول في الختام أن مركز زوجك يمكن الاستفادة منه وأنت على هذه الحال. فتوكلي على الله ودعي الهم لأنه لا يحل المشكلة واستخيري الله تعالى وسليه التوفيق والسداد، وتخيري من الصالحات من تكون عوناً لك في إصلاح شأن الدار.
وفقك الله لما يحب ويرضى، ونفعك بالعلم، ونفع بك المسلمين.